حيادية الكاتب كانت تعبيراً عن مهارته الحرفية « هذا ما يقوله أبطالي وليس أنا من يقول»، لكنه كان أحياناً يفقد السيطرة فتنحرف الرواية عن مسارها لتمتلئ صفحاتها بالكلام المباشر، الذي ينوء بثقل الواقع | اذا استمرت أسعار النفط على وضعها الحالي عند 40 دولارا في حد ذاتها مشكلة خصوصا وانت لم تعالج ذلك من خلال وضع حد لجوانب الهدر في الميزانية مثل بند الرواتب والأجور الذي يلتهم 60 في المئة من اجمالي الميزانية, كما ان بند الدعوم يصل الى 5 مليارات دينار ويتمثل في الكهرباء والمشتقات النفطية وكثير من السلع الأخرى وكلها ارتفعت فاتورتها على الدولة وقت ان بلغت الأسعار مستويات 100 دولار ويأتي ذلك في ظل رفض الكثير تخفيض الرواتب أو ترشيد الدعم, اذن ما الحل |
---|---|
فعلي بدر الذي يكتب بطريقة تشنجية، متوترة وسريعة في تقريريتها يصنع لقرائه مصيراً منحازاً، أو هو ما يخطط له ضمناً | لذلك وقع القراء إزاءه في حيرة: إما أن يقبلوا به فيكون عليهم حينها أن يقبلوا على أفكار الروائي أو أن يرفضوه فيحرموا أنفسهم من متعة التلصص على حيوات نادرة |
ما لم يقله أحد من المخيبين يقوله علي بدر: الجمال والثورة هما في مكان آخر.
أي معلومات غير يمكن التشكيك بها و إزالتها | في «الركض وراء الذئاب» هناك صفحات بأكملها خصصها الروائي لأسئلته المباشرة التي تضع مفهوم الثورة في قفص الاتهام |
---|---|
مؤرشف من في 23 يونيو 2018 | مؤرشف من في 21 أبريل 2009 |
أما عن السحب من صندوق الأجيال أو الاقتراض, لم ير العلي ما يمنع من ذلك, غير أنه تساءل في الوقت نفسه ماذا بعد تغطية العجز لسنة مالية أو سنتين, ماذا بعد 10 سنوات وانت تقترض أو تسحب من الاحتياطي؟ مؤكدا ان هذه مجرد اجراءات وقتية تعالج الأزمة في حينها وسرعان ما تعود على عجل بسبب عدم المواجهة الجدية ووضع حلول طويلة الأمد.