عروة بن الورد — هو واحد من اعظم شعرا العرب و لكنه للأسف من الطائفة المهمشة من الشعر العربي ، و قد عرف بنبل شخصيته و كرمه | كان عروة بن الورد كريمًا شجاعًا، عُرفت عنه المروءة والفروسية، حتَّى قال عنه : "من قال إن حاتمًا أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد"، وقد جاء في لأبي فرج الأصفهاني عن عروة: "كان عروة بن الورد إذا أصابتِ النَّاس سنيّ شديدة تركوا في دارهم المريض والكبير والضعيف، وكان عروة بن الورد يجمع أشباه هؤلاء من دون الناس من عشيرته في الشدة، ثمَّ يحفر لهم الأسراب ويكنف عليهم الكنف ويكسبهم، ومن قوي منهم -إما مريض يبرأ من مرضه، أو ضعيف تثوبُ قوته- خرج به معه فأغارَ، وجعلَ لأصحابِهِ الباقين في ذلك نصيبًا، حتى إذا أخصب الناس وألبنوا وذهبت السنة ألحق كل إنسان بأهلِهِ وقسَّم له نصيبَهُ من غنيمةٍ إنْ كانوا غنموها، فربَّما أتى الإنسان منهم أهله وقد استغنى، فلذلك سُمّي عروة الصعاليك"، ولم تذكر المصادر تاريخًا صريحًا لميلاد عروة، ولكنَّ المتَّفق عليه أنَّ عروة توفي عام 607 ميلادية |
---|---|
قصيدة عروة بن الورد نعرض إليكم في الفقرة التالية بعضاً من الأبيات الشعرية لعروة: أَلَيسَ وَرائي أَن أَدِبَّ عَلى العَصا فَيَشمَتَ أَعدائي وَيَسأَمُني أَهلي رَهينَةُ قَعرِ البَيتِ كُلَّ عَشِيَّةٍ يُطيفُ بِيَ الوِلدانُ أَهدُجُ كَالرَألِ أَقيموا بَني لُبنى صُدورَ رِكابَكُم فَكُلُّ مَنايا النَفسِ خَيرٌ مِنَ الهَزلِ فَإِنَّكُمُ لَن تَبلِغوا كُلَّ هِمَّتي وَلا أَرَبي حَتّى تَرَوا مَنبِتَ الأَثلِ وقد قال عنه أبي الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني كان عروة بن الورد إذا أصابتِ النَّاس سنيّ شديدة تركوا في دارهم المريض والكبير والضعيف، وكان عروة بن الورد يجمع أشباه هؤلاء من دون الناس من عشيرته في الشدة، ثمَّ يحفر لهم الأسراب ويكنف عليهم الكنف ويكسبهم، ومن قوي منهم -إما مريض يبرأ من مرضه، أو ضعيف تثوبُ قوته خرج به معه فأغارَ، وجعلَ لأصحابِهِ الباقين في ذلك نصيبًا، حتى إذا أخصب الناس وألبنوا وذهبت السنة ألحق كل إنسان بأهلِهِ وقسَّم له نصيبَهُ من غنيمةٍ إنْ كانوا غنموها، فربَّما أتى الإنسان منهم أهله وقد استغنى، فلذلك سُمّي عروة الصعاليك | حياته 1- هو عروة عروة بن الورد العبسي ولد في من الميلاد 2- ينتمي لقبيلة بنو عبس التي تسكن منطقة اليمامة في الجزيرة العربية |
لقب بأمير الصعاليك، وبعروة الصعاليك، لأنه جمع بينهم ووحده كان يأمرهم.
13زوجة عروة بن الورد زوجة عروة بن الورد هي سلمى الغفارية، وهي امرأة من بني كنانة، كانت تُكنَّى بأم وهب، وهي امرأة أصابها عروة حين أغار على أهلها، كانت سلمى الغفارية بكرًا فأعتقها عروة وتزوجها، وكانت راغبة به هي أيضًا، فعاش معها ما يزيد على عشر سنين، وأنجبت له ولدًا، وقد جاء ذكر سلمى امرأة عروة في شعره؛ حيث يُذْكَرُ أنَّ سلمى كانت تلوم زوجها عروة على ما يقوم به في غاراته، فإنَّه يعرِّض نفسه للخطر والموت في سبيل فقراء قومه، فيردُّ عروة بن الورد على زوجته التي لامته على أفعاله قائلًا: أَقِلّي عَلَيَّ اللَومَ يا بِنتَ مُنذِرٍ وَنامي وَإِن لَم تَشتَهي النَومَ فَاِسهَري ذَريني وَنَفسي أُمَّ حَسّانَ إِنَّني بِها قَبلَ أَن لا أَملِكَ البَيعَ مُشتَري أَحاديثَ تَبقى وَالفَتى غَيرُ خالِدٍ إِذا هُوَ أَمسى هامَةً فَوقَ صُيَّرِ لقد خلَّد عروة اسم زوجته في تاريخ الأدب العربي من خلال هذه الأبيات، وهو بهذا الحوار يرد عليها ويأمرها أن تنام وتستريح فيتوقف لومها له، أو أن تبقى ساهرة معه ولكن دون أن تلومه أبدًا، ثمَّ يشرح لها أسبابه التي تدفعه للمخاطرة بعمره، وأبرز هذه الأسباب هو رغبته في تخليد اسمه على ألسنة الناس بالذكر الحسن الحميد بعد موته | كان الصعاليك شعراء بارعين ذكر التاريخ عنهم أفضل القصائد من الشعر العربي ومن بينهم الصعلوك الشاعر عروة بن الورد الذي امتهن القيام بسرقة الأغنياء وإعادة توزيع ثروتهم على الجياع المرضي والفقراء، نحدثكم في المقال التالي والذي نقدمه من خلال موسوعة عن حياة عروة الصعاليك وأشعاره |
---|---|
وكانت كلمة صعاليك تطلق في تلك الفترة على المعدمين الفقراء الذين لا يملكون من حطام الدنيا أي شيء ، فكان يقوم بغارات على الأغنياء لكي يطعم الفقراء ، كان هذا هو الفكر الذي تبناه عروة بن الورد في محاولة منه لتوزيع الثروة بين الأغنياء والفقراء ، وقد حمل هذا الفكر في هذا الزمن في البادية وسطره في شعره عندما قال : لحا الله صعلوكًا إذا جن ليله مضى في المشاش آلفًا كل مجزرٍ يعد الفتى من دهره كل ليلة أصاب قراها من صديق ميسرٍ ينام عشاء ثم يصبح قاعدًا يحت الحصى عن جنبه المتعفرٍ يعين نساء الحي ما يستعنه فيضحى طليحًا كالبعير المحسر نسبه : هو عروة بن الورد بن زيد بن سفيان ناشب بن هريم بن لديم بن ربيعة بن عوف بن مالك بن غالب ، وزوجته سلمى الغفارية وعروة بن الورد شاعرٌ من بني عبس وفارس من فرسانها وهو أمير الصعاليك ، كان رجل قوي البنية طويل القامة حسن الملامح وذو شعر طويل لونه أسود كثيف |
لم يصلنا من شعر عروة بن الورد سوى ديوان شعر صغير تناقله الرواه، حيث لم يكن الشعراء يهتمون بتدوين شعرهم في عصره، وأول النسخ المكتوبة التي ظهرت لديوان عروة بن الورد كانت باللغة الألمانية! ينحدر من أثرياء وشرفاء قبيلة عبس المعروفة بعداوتها مع قبيلة ذبيان، فنشأ فارسًا مغوارًا وشاعرًا بليغًا كريمًا لما عرف عن قبائل الجاهلية بالكرم والشجاعة والفصاحة وإتقان بحور الشعر، وكان له أخًا أكبر منه من زوجة والده الأولى يحظى بكل الثراء مقابل عروة الذي لا يملك ووالدته شيئًا، لكنه لا يرد المحتاج لو كلفه ذلك قوت يومه.
23