تفسير سورة الفاتحة السعدي. إسلام ويب

فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة, ومن عداهم فلهم نصيب منها حَتَّى إِنَّهُ يَسْتَوِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، الْمُلُوكُ وَالرَّعَايَا وَالْعَبِيدُ وَالْأَحْرَارُ، كُلُّهُمْ مُذْعِنُونَ لِعَظَمَتِهِ، خَاضِعُونَ لِعِزَّتِهِ، مُنْتَظِرُونَ لِمُجَازَاتِهِ، رَاجُونَ ثَوَابَهُ، خَائِفُونَ مِنْ عِقَابِهِ، فَلِذَلِكَ خَصَّهُ بِالذِّكْرِ، وَإِلَّا فَهُوَ الْمَالِكُ لِيَوْمِ الدِّينِ وَلِغَيْرِهِ مِنَ الْأَيَّامِ
وإنما تكون العبادة عبادة, إذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصودا بها وجه الله تفسير سورة الفاتحة السورة الأولى في كتاب الله تعالى القرآن الكريم وهي أعظم وهي السورة التي تقرأ في الصلاة وهي من أركان الصلاة التي لا تصح إلا بها، لذلك لها أهمية كبيرة في الإسلام، وعدد آيات سورة الفاتحة سبع آيات وكلماتها 29 كلمة، سميت سورة الفاتحة بأسماء كثيرة منها السبع المثاني وأم القرآن وسورة الحمد والشفاء والصلاة وسورة الدعاء والمناجاة والكنز والنور وغيرها الكثير فقد ذكر السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن 25 اسمًا لسورة الفاتحة

صِرَاطِ الَّذِينَ عَرَفُوا الْحَقَّ وَتَرَكُوهُ كَالْيَهُودِ وَنَحْوَهُمْ.

3
تفسير السعدي سورة الغاشية المصحف الالكتروني القرآن الكريم
فما بهم من نعمة, فمنه تعالى
تفسير سورة الفاتحة تفسير السعدي
لِسَعْيِهَا الذي قدمته في الدنيا من الأعمال الصالحة، والإحسان إلى عباد الله، رَاضِيَةٌ إذ وجدت ثوابه مدخرًا مضاعفًا، فحمدت عقباه، وحصل لها كل ما تتمناه، وذلك أنها فِي جَنَّةٍ جامعة لأنواع النعيم كلها، عَالِيَةٍ في محلها ومنازلها، فمحلها في أعلى عليين، ومنازلها مساكن عالية، لها غرف ومن فوق الغرف غرف مبنية يشرفون منها على ما أعد الله لهم من الكرامة
سورة الماعون
فدل قوله { رَبِّ الْعَالَمِينَ } على انفراده بالخلق والتدبير, والنعم, وكمال غناه, وتمام فقر العالمين إليه, بكل وجه واعتبار
وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وأن الجزاء يكون بالعدل، لأن الدين معناه الجزاء بالعدل وإنما تكون العبادة عبادة, إذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصودا بها وجه الله
اللَّهِ هو المألوه المعبود, المستحق لإفراده بالعبادة, لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال والاستعانة، لأن تقديم المعمول يفيد الحصر، وهو إثبات الحكم للمذكور، ونفيه عما عداه

رَبِّ الْعَالَمِينَ الرب, هو المربي جميع العالمين - وهم من سوى الله- بخلقه إياهم, وإعداده لهم الآلات, وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة, التي لو فقدوها, لم يمكن لهم البقاء.

27
تفسير سورة الفاتحة تفسير السعدي
وقدم العبادة على الاستعانة، من باب تقديم العام على الخاص، واهتماما بتقديم حقه تعالى على حق عبده
سورة الفاتحة
كلهم مذعنون لعظمته، خاضعون لعزته، منتظرون لمجازاته، راجون ثوابه، خائفون من عقابه، فلذلك خصه بالذكر، وإلا فهو المالك ليوم الدين ولغيره من الأيام
سورة الماعون
كلهم مذعنون لعظمته, خاضعون لعزته, منتظرون لمجازاته, راجون ثوابه, خائفون من عقابه, فلذلك خصه بالذكر, وإلا فهو المالك ليوم الدين ولغيره من الأيام
كما قدم المؤلف له بفوائد تتعلق بعلم التفسير ولطائف لابن القيم فيه، وطريقته فيه أنه يذكر عند كل آية ما يحضره من معان، ولا يكتفي بذكر ما يتعلق بالمواضع السابقة عن ذكر ما تعلق بالمواضع اللاحقة؛ ويعمد إلى ذكر الآيات أحيانًا فما بهم من نعمة, فمنه تعالى
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ 4 { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } المالك: هو من اتصف بصفة الملك التي من آثارها أنه يأمر وينهى, ويثيب ويعاقب, ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات, وأضاف الملك ليوم الدين, وهو يوم القيامة, يوم يدان الناس فيه بأعمالهم, خيرها وشرها, لأن في ذلك اليوم, يظهر للخلق تمام الظهور, كمال ملكه وعدله وحكمته, وانقطاع أملاك الخلائق وتوحيد الإلهية وهو إفراد الله بالعبادة، يؤخذ من لفظ: {اللَّهِ} ومن قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} وتوحيد الأسماء والصفات، وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى، التي أثبتها لنفسه، وأثبتها له رسوله من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه، وقد دل على ذلك لفظ {الْحَمْدُ} كما تقدم

واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها, الإيمان بأسماء الله وصفاته, وأحكام الصفات.

14
تفسير سورة الفاتحة
فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة
سورة الفاتحة
فلا سبيل إلى النجاة إلا بالقيام بهما
تفسير سورة الفاتحة
كلهم مذعنون لعظمته, خاضعون لعزته, منتظرون لمجازاته, راجون ثوابه, خائفون من عقابه, فلذلك خصه بالذكر, وإلا فهو المالك ليوم الدين ولغيره من الأيام