فما الذي حدث للعقيدة العسكرية الحربية الإسرائيلية،وما الذي حدث مع تلك المفاهيم والنظريات الحربية التي كرَّست وجود الدولة العبرية وحافظت عليه على مدى عقود مضت؟وأين النوع التسليحي الإسرائيلي وأين التكنولوجيا الحربية الإسرائيلية الأميركية المتفوقة في هذه المواجهة الحربية مع المقاومة وأين الردع الإسرائيلي وما الذي جرى له؟ | الجغرافيا البشرية human وتهتم بدراسة ما علي سطح الأرض من ظاهرات بشرية وينقسم هذا القسم ـ كسابقه ـ إلى العديد من الفروع 0 3 |
---|---|
ثانيا : وثيقة الأمن القومي الأمريكي 2006 صدرت وثيقة إستراتيجية الأمن القومي الأمريكي بطبعتها الأخيرة 2006 وبدت كأنها قد مزجت أفكارها وطروحها بجنون العظمة ، فالإستراتيجية سعت وبكل توكيد وتأكيد على إن تجعل العالم بأسره عجوة طرية تلوكها قبضة القوة والقهر الأمريكيتين | وفي هذا الإطار تقاطعت المصالح الأمريكية والإسرائيلية في إعادة صياغة خريطة المنطقة عبر طرح صيغة ملائمة لإدخال إسرائيل في "منطقة يسلخ عنها مواصفات الجغرافيا وسمات التاريخ الحضاري والثقافي، ويتم فيها التركيز على الجغرافيا الاقتصادية في إطار نشر مفاهيم العولمة بكافة أوجهها،عبر نواة سوق شرق أوسطية تتوسع بالتدريج انطلاقًا من إسرائيل كدور وقوة جاذبة ومهيمنة اقتصاديًّا وتكنولوجيًّا وأمنيًّا ومدنيًّا وقد تقدم بهذا الطرح شيمون بيريز في كتابه "الشرق الأوسط الجديد" وكذلك بنيامين نتنياهو في كتابه "مكان تحت الشمس"، حيث تم تقديم إسرائيل كدولة متقدمة وسط محيط عربي متخلف، ودولة ديمقراطية بين أنظمة دكتاتورية، وكقوة عسكرية رادعة تمكنت من جلب العرب إلى طاولة المفاوضات بعد اقتناعهم بأنه لا مجال لهزيمة إسرائيل عسكريًّا |
؛ إضافة إلى ذلك فقد ضيَّقت اتفاقيات جنيف حدود الصلاحيات التي يمكن أن تمارسها الدولة المحتلة تجاه المواطنين المقيمين في الأجزاء المحتلة ، حيث نصت في عدة بنود منها على عدم جواز أخذ الرهائن والاعتقال والعقاب الجماعي ونقل المدنيين إلى أراضيها والتعذيب الجماعي والمسّ بكرامة الشخص وحرمته.
الخ و ذلك من أجل إعادة صياغة الواقع العرقي والطائفي والقومي وفق تركيبة تناسب المخططات الأمريكية التي تهدف إلى تحقيق عدة أهداف منها: أولا: إضعاف الدولة القوميّة- بشكلها الحالي- التي لديها حساسية كبيرة بطبيعة الحال تجاه التدخلات الخارجية في شؤونها وهو ما سيسهّل عملية الاختراق الأمريكية للدول التي تأبى الانصياع لما تريده أو التي ترفض التغيير بحسب الوصفة المقدّمة على الطريقة الأمريكيّة | وبعد الحرب 1973 عادت المفاهيم الرئيسية المصرية والسورية مرة أخرى إلى "الدفاع" بأشكال معدلة، واتجهت مصر إلى استخدام الأدوات السياسية لاستعادة بقية أرض سيناء، بينما اتجهت سوريا بالمحاولة لتحقيق "توازن إستراتيجي" يتيح لها استعادة الجولان بالقوة العسكرية |
---|---|
وعند قيام دولة "إسرائيل" بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بفترة أي في العام 1948 خسرت بلدة شبعا جزءاً من أراضيها في سهل الحولة لا سيما تل القاضي وسواها من الأراضي | غريب المفارقات أن الوثيقة التي التزمت في أول كلمة فيها بنشر الديمقراطية تعترف بأن "الانتخابات ليست كافية في حد ذاتها"، كما أنها تقود أحيانا إلى "نتائج غير مرغوبة"، تقول الوثيقة "فهذه المبادئ قد تعرضت للاختبار عندما فاز مرشحو حماس في الانتخابات الأخيرة التي عقدت في المناطق الفلسطينية" |
وفي الواقع لم يكن مفهوم "الشرق الأوسط" يشير إلى نطاق جغرافي محدد المعالم ولا إلى تاريخ محدد لشعوب المنطقة،إنما استند في الأساس إلى نظرة السياسات الاستعمارية الأوروبية إلى أوروبا كـ"مركز" للعالم يقع خارج "الشرق الأوسط"، ولذلك أطلقت القوى الاستعمارية الأوربية التعبيرات المختلفة بخصوص مناطق التوسع الاستعماري، وفي هذا الإطار شاعت فكرة "الشرق الأوسط" في السياسة البريطانية، وفكرة "المشرق" في أدبيات السياسة الفرنسية وكلاهما يعتبران من المفاهيم الجيو سياسية والإستراتيجية اللتين دلّتا على طبيعة وأهداف القوى الأوروبية إزاء "شرقها"، وهي بالمعنى الجغرافي عكست إستراتيجيات تقاسم مناطق النفوذ بينها وبخاصة مع اكتشاف النفط في كل من إيران والعراق وشبه الجزيرة العربية.
5