ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر، فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء | قال ابن القيم -رحمه الله-: " سمعتُ شيخَ الإسلام ابنَ تيمية -قدَّس اللهُ تعالى رُوحَه- يقول: الذِّكر للقلب مِثْلُ الماء للسَّمك, فكيف يكون حال السَّمك إذا فارَقَ الماء؟" |
---|---|
فأفضل الذكر: ما تواطأ عليه القلب واللسان، وإنما كان ذكر القلب وحده أفضل من ذكر اللسان وحده، لأن ذكر القلب يثمر المعرفة بالله، ويهيج المحبة، ويثير الحياء، ويبعث على المخافة، ويدعو إلى المراقبة، ويزع عن التقصير في الطاعات، والتهاون في المعاصي والسيئات، وذكر اللسان وحده لا يوجب شيئاً من هذه الآثار، وإن أثمر شيئاً منها فثمرة ضعيفة | وما يلفت النظر أن ابن عطاء الله السكندري ذكر هذه الفوائد نفسها في كتابه "مفتاح الفلاح" ص30 |
الثانية والأربعون: أن أكرم الخلق على الله تعالى من المتقين من لا يزال لسانه رطباً بذكره.
13الخامسة والأربعون: أن الذكر أصل موالاة الله عز وجل ورأسها والغفلة أصل معاداته ورأسها | رددوا لااله الا الله عدد خلقه وزنة عرشه ورضا نفسه ومدااااااد كلماته لااله الا الله ولانعبد إلا اياه |
---|---|
التاسعة والعشرون: أنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها | وأفضل هذا النوع: الثناء عليه بما أثنى به على نفسه، وبما أثنى به عليه رسول الله من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تشبيه ولا تمثيل |
وقال كعب: من أكثر ذكر الله عز وجل برئ من النفاق.
17