القول الثاني: أنه آدم عليه السلام واستدل أصحاب هذا القول بما رواه البيهقي في الدلائل عن عمر مرفوعاً، وفيه قصة بناء آدم عليه السلام للكعبة وفي سنده ضعف، وروي موقوفاً على ابن عباس كما عند الأزرقي وأبي الشيخ وابن عساكر وهذا القول منقول عن محمد بن كعب القرظي وعطاء وغيرهم ورجحه الزرقاني في شرحه على الموطأ وقال: فهذه الأخبار يقوي بعضها بعضاً، وهي من قبيل مالا يقال بالرأي | الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد وقع الخلافُ بين أهل العلم في أول من بنى الكعبة، فذهبَ كثيرٌ منهم إلى أنه إبراهيم عليه السلام، واستدلوا بقوله تعالى: وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ {الحج:26}، وذهبَ آخرون من أهل العلم إلى أن الكعبة بُنيت قبل إبراهيم وإن اختلفوا في تحديد بانيها، وقد ذكرنا خلافهم في الفتوى رقم: |
---|---|
وحكى أبو الوليد الأزرقي أنه لما عزم على هدمها، خرج أهل مكة إلى ، فأقاموا بها ثلاثًا خوفًا أن ينزل عليهم عذاب لهدمها، فأمر ابن الزبير بهدمها، فما اجترأ على ذلك أحد، فعلاها بنفسه، وأخذ المعول وجعل يهدمها ويرمي أحجارها، فلما رأوا أنه لا يصيبه شيء، صعدوا وهدموا، فلمَّا تم بناؤها خلقها من داخلها وخارجها، من أعلاها إلى أسفلها، وكساها القباطي، وقال: من كانت لي عليه طاعة، فليخرج فليعتمر من التنعيم، ومن قدر أن ينحر بدنة فليفعل، ومن لم يقدر فليذبح شاة، ومن لم يقدر عليها فليتصدق بوسعه | فرفعت بابها وجعلت لها سقفًا، ولم يكن لها سقف، وزادت ارتفاعها كما تقدم |
قد أخبرتك أن قصصي كثيرة ومتنوِّعة،وسأذكر لك هذه المرَّة قصة منها ممتعة شائقة.
وأخيراً جاء الاتفاق على أن يحكّموا في ما بينهم أول من يدخل من ، فلما رأوا محمداً أول من دخل قالوا: «هذا الأمين رضينا بحكمه» | وبحسب الآثار الإسلامية، فإن سواد الحجر يرجع إلى ذنوب التي ارتكبها البشر |
---|---|
ومن فضائله أن إبراهيم وقف عليه كما أمره عز وجل وأذن في الناس ، ففي كتاب أخبار مكة، روي عن ابن عباس عن رسول الله أنه قال: «لما فرغ إبراهيم من بناء البيت أمره الله عز وجل أن ينادي في الحج، فقام على المقام، فقال: يا أيها الناس إن ربكم قد بنى بيتًا فحجوه، وأجيبوا الله عز وجل، فأجابوه في أصلاب الرجال وأرحام النساء: أجبناك، أجبناك، أجبناك، اللهم لبيك، قال: فكل من حج اليوم فهو ممن أجاب إبراهيم على قدر ما لبى» | وقد فسرها بقوله «إن أول بيت وضع للناس مباركاً وهدى للعالمين للذي ببكة، فيه علامات بينات من قدر الله وآثار خليله إبراهيم، منهن أثر قدم خليله إبراهيم - - في الحَجَر الذي قام عليه» |
مؤرشف من في 27 مارس 2020.