قلنا: يا ذا القرنين إما أن تعذبهم بالقتل أو غيره، إن لم يقروا بتوحيد الله، وإما أن تحسن إليهم، فتعلمهم الهدى وتبصرهم الرشاد | ثم أصر أيضًا على قول الحق، ثم وصف عذاب الظالمين ونعيم المتقين |
---|---|
وترى — أيها المشاهد لهم- الشمس إذا طلعت من المشرق تميل عن مكانهم إلى جهة اليمين، وإذا غربت تتركهم إلى جهة اليسار، وهم في متسع من الكهف، فلا تؤذيهم حرارة الشمس ولا ينقطع عنهم الهواء، ذلك الذي فعلناه بهؤلاء الفتية من دلائل قدرة الله | هذه الآيات فيها معاتبة أيضًا وإرشاد للنبي محمد، لأنه عندما سُئل عن القصص المذكورة في السورة قال: «أخبركم غدا عما سألتم عنه» ولم يقل "إن شاء الله" فلذلك أنزل الله: وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا |
ومن مميزات هذه السورة كذلك تعدد مظاهر الدعوة إلى الله فيها، فهؤلاء الفتية يدعون قومهم، وهذا الفقير يدعو صاحب الجنتين، وذاك الخَضِر يدعو موسى، وحتى ذو القرنين يدعو رعيته.
عدد آياتها 110 آية، وهي من السور المكية المتأخرة في النزول، إذ أن ترتيب نزولها 69 | فبعثوا بأحدهم ليشتري لهم طعامًا من المدينة وهم يوصونه بأن يتخفى، ظنًا منهم أن القرية الظالمة لا زالت على حالها وأنهم لم يلبثوا في الكهف إلا قليلًا |
---|---|
ووجدوا كل ما عملوه في الدنيا حاضرًا مثبتًا | تعريف سورة الكهف سورة الكهف هي السورة 18 في القرآن الكريم حيث يأتي ترتيبها مباشرة بعد سورة الإسراء وقبل سورة مريم، وهي سورة مكية عدد آياتها 110 آية، وعدد كلماتها 1583 كلمة، وعدد حروفها 6425 حرف |
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد، ولعن مَن فَعَلَ ذلك في آخر وصاياه لأمته، كما أنه نهى عن البناء على القبور مطلقًا، وعن تجصيصها والكتابة عليها؛ لأن ذلك من الغلو الذي قد يؤدي إلى عبادة مَن فيها.
25فضلها لسورة الكهف مكانة عظيمة وفضل جليل يناله المسلم بقراءتها والمواظبة عليها | ومن مميزاتها أيضا تعدد ذكر أمور الغيب فيها، كعدد أصحاب الكهف، ومدة مكوثهم، وقصة موسى مع الخضر عليه السلام، وقصة ذي القرنين وغيرها كثير |
---|---|
وذكرت الآيات أيضًا الاختلاف والجدال الذي وقع بين الناس حول عدد أصحاب الكهف، فهم على ثلاثة أقوال: أنهم ثلاثة ورابعهم كلبهم، أو أنهم خمسة وسادسهم كلبهم، ووصف هذا القولين بالرجم بالغيب، أو أنهم سبعة وثامنهم كلبهم وهو الأرجح |
هذه القصة دعا فيها القرآن لعدة عبادات، أهمها الثبات على الدين وقت الفتنة، والهجرة في سبيل ذلك.
18