خديجة رضي الله عنها وضع عندها المسلمون المصحف الذي جمعه ابو بكر الصديق رضي الله عنه. اصحاب الرسول(ص)

، فأتاها أبوها فقال : إن هذا الرجل قد خيّرك فلا تفضحينا ، فقالت : فإني قد اخترت رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها ، فعن ابن عباس قال : كان اسم جويرية بنت الحارث برة ، فحوّل النبي صلى الله عليه وسلم اسمها ، فسماها جويرية رواه الإمام أحمد في مسنده وكانت رضي الله عنها ذات صبرٍ وعبادة ، كثيرة الذكر لله عزوجل ، ولعلّنا نستطيع أن نلمس ذلك من خلال الحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ على جويرية بنت الحارث وهي في مسجد ، ثم مر النبي صلى الله عليه وسلم بها قريباً من نصف النهار ، فقال لها : ما زلتِ على حالكِ ، فقالت: نعم ، قال ألا أعلمكِ كلماتٍ تقولينها : سبحان الله عدد خلقه ، سبحان الله عدد خلقه ، سبحان الله عدد خلقه ، سبحان الله رضا نفسه ، سبحان الله رضا نفسه ، سبحان الله رضا نفسه ، سبحان الله زنة عرشه ، سبحان الله زنة عرشه ، سبحان الله زنة عرشه ، سبحان الله مداد كلماته ، سبحان الله مداد كلماته ، سبحان الله مداد كلماته رواه الترمذي ، وصحّحه الألباني ولم تذكر لنا كتب الحديث إلا القليل من مرويّاتها ، ومن جملة ذلك ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن جويرية بنت الحرث رضي الله عنها قالت : دخل عليّ النبي صلى الله عليه وسلم يوم جمعة وأنا صائمة فقال لي : أصمت أمس ؟ ، قلت : لا ، قال : تريدين أن تصومي غدا ؟ ، قلت : لا ، قال فأفطري توفيت أم المؤمنين جُويرية في المدينة سنة خمسين، وقيل سنة سبع وخمسين للهجرة وعمرها 65سنة كان النبي عليه الصلاة والسلام أبيض اللون ، معتدل القامة ، أحسن الناس وجهاً ، شديد سواد الشعر وكثيف اللحية ، متناسب الأعضاء ، على ظهره عند كتفه الأيسر خاتم النبوة وهو شيء بارز من لحمه بحجم بيض الحمام لونه من لون جسده ، جميل النظرة ، حسن الصوت ، كثير التبسم ، من رآه رأى الحسن والبهاء ، وأحسن نحوه بالمهابة والإجلال
غلام خديجة بنت خويلد رضي الله عنها الذي صاحب النبي في التجارة هو، ما يميز سيرة النبي محمد صل الله عليه وسلم أنها ممتئلة بالعبر والمحطات التي يمكن دائمًا الرجوع إليها والاستفادة منها

نشاط : ما الأعمال التي تحصل بها شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.

حكم القاضي للخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قصة الدرع الذي سرقه النصراني صواب خطأ
جعفر بن أبي طالب ولقبه ذي الجناحين
اصحاب الرسول(ص)
وايضا تجد في قسم الالعاب العاب تفاعلية جميلة جدا لكل درس من دروس كتاب الحديث والسيرة نأمل لكم الاستفادة من كامل محتويات الموقع لاتنسى ايضا الانضمام لقناة
اسئلة مراجعة مادة الحديث والسيرة الصف الرابع الفصل الاول
تعتبر الإجارة من العقود اللازمة التي لا تنفسخ إلا بتلف العين المؤجرة أو عدم القدرة على استيفاء المنفعة منها
قبل الدخول في أحداث الشبهات والأسئلة ونرد عليها
ماهية الضرورة المبيحة للسرقة هل هناك حالات تجوز فيها السرقة أقصد بسبب الضرورة القصوى كشدة الفقر وغيرها فأرجو منكم أن تبينوا لي هذه الحالات إن وجددت أما بعد فالضرورة هي كما قال الزركشي في المنثور في القواعد الفقهية أخرجه أحمد وأخرجه الحاكم وقال: قالت: لعن اللَّه من لعنه، لا أحسبها قالت: إلا ثلاث مرات، لقد رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو مسند فخذه إلى عثمان، وإني لأمسح العرق عن جبين رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ، وأن الوحي لينزل عليه وأنه ليقول: اكتب يا عثيم، فواللَّه ما كان اللَّه لينزل عبدًا من نبيه تلك المنزلة إلا كان عليه كريمًا وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا جلس جلس أبو بكر عن يمينه، وعمر عن يساره، وعثمان بين يديه، وكان كَاتبَ سر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم جيش العسرة يقال لغزوة تبوك غزوة العُسرة، مأخوذة من قوله تعالى: ِ لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَة ندب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الناس إلى الخروج وأعلمهم المكان الذي يريد ليتأهبوا لذلك، وبعث إلى مكة وإلى قبائل العرب يستنفرهم وأمر الناس بالصدقة، وحثهم على النفقة والحملان، فجاءوا بصدقات كثيرة، فكان أول من جاء أبو بكر الصدِّيق رضي اللَّه عنه ، فجاء بماله كله فقال له صلى اللَّه عليه وسلم : هل أبقيت لأهلك شيئًا؟ قال: أبقيت لهم اللَّه ورسوله وجاء عمر رضي اللَّه عنه بنصف ماله فسأله: هل أبقيت لهم شيئًا؟ قال: نعم، نصف مالي وجهَّز عثمان رضي اللَّه عنه ثلث الجيش جهزهم بتسعمائة وخمسين بعيرًا وبخمسين فرسًا قال ابن إسحاق: أنفق عثمان رضي اللَّه عنه في ذلك الجيش نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها وقيل: جاء عثمان رضي اللَّه عنه بألف دينار في كمه حين جهز جيش العُسرة فنثرها في حجر رسول اللَّه فقبلها في حجر وهو يقول: ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم وقال رسول اللَّه: من جهز جيش العُسرة فله الجنة بئر رومة واشترى بئر رومة من اليهود بعشرين ألف درهم، وسبلها للمسلمين كان رسول اللَّه قد قال: من حفر بئر رومة فله الجنة كرمه رضي الله عنه يذكر أنه أصاب الناس قحط في عهد أبي بكر رضي الله عنه فلما اشتد بهم الأمر جاءوا الى أبي بكر رضي الله عنه و قالوا : يا خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم ان السماء لم تمطر و الارض لم تنبت و قد توقع الناس الهلاك فما تصنع ؟ فقال : إنصرفوا و اصبروا فإني أرجو ألا تمسو حتى يفرج الله عنكم فلما أصبحوا خرجوا يتلقونها فإذا هي ألف بعير موثوقة براً و زيتاً ز دقيقاً فأناخت بباب عثمان رضي الله عنه فجعلها في داره فجاء اليه التجار فقال : ما ترون ؟ قالوا : إنك لتعلم ما نريد فقال : كم تربحوني ؟ قالوا : اللهم درهمين قال : أعطيت زيادة على هذا قالوا : أربعة قال : أعطيت أكثر قالوا : خمسة قال : أعطيت أكثر قالوا : ليس في المدينة تجار غيرنا فمن الذي أعطاك ؟ قال : إن الله أعطاني بكل درهم عشرة دراهم أعندكم زيادة ؟ قالوا : لا قال : فإني أشهدكم الله تعالى أني جعلت ما حملت العير صدقة لله على الفقراء و المساكين ويروى أيضا أنه كان لعثمان بن عفان على طلحة بن عبيد الله رضوان الله عليهما خمسون ألف درهم فخرج عثمان يوماً الى المسجد فقال له طلحة : قد تهيأ ما لك فاقبضه فقال له عثمان رضي الله عنه : هو لك يا أبا محمد معونة على مروءتك توسعة المسجد النبوى كان المسجد النبوي على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مبنيًَّا باللبن وسقفه الجريد، وعمده خشب النخل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئًا وزاد فيه عمرًا وبناه على بنائه في عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم باللبن والجريد وأعاد عمده خشبًا، ثم غيَّره عثمان، فزاد فيه زيادة كبيرة، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والفضة، وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج، وجعل أبوابه على ما كانت أيام عمر ستة أبواب الخلافة لقد كان عثمان بن عفان أحد الستة الذين رشحهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لخلافته فقد أوصى بأن يتم اختيار أحد ستة :علي بن أبي طالب ، عثمان بن عفان ، طلحة بن عبيد الله ، الزبير بن العوام ، سعد بن أبي وقاص ، عبد الرحمن بن عوف في مدة أقصاها ثلاثة أيام من وفاته حرصاً على وحدة المسلمين ، فتشاور الصحابة فيما بينهم ثم أجمعوا على اختيار عثمان رضي الله عنه وبايعه المسلمون في المسجد بيعة عامة في غرة المحرم سنة أربع و عشرين ، فأصبح ثالث الخلفاء الراشدين إستمرت خلافته نحو اثني عشر عاما تم خلالها الكثير من الأعمال: نَسْخ القرآن الكريم وتوزيعه على الأمصار, توسيع المسجد الحرام, وقد انبسطت الأموال في زمنه حتى بيعت جارية بوزنها ، وفرس بمائة ألف ، ونخلة بألف درهم ، وحجّ بالناس عشر حجج متوالية الفتوحات فمعاوية يوغل في بلاد الروم حتى وصل الى أبواب القسطنطينية و الى فارس و كرمان و سجستان و مرو يزحف ابن عامر و الأحنف بن قيس و الأقرع بن حابس و مهدت الأرض لزحف المسلمين حتى بلغوا السودان و الحبشة في الجنوب و الهند و الصين في المشرق وقد أنشأ أول أسطول إسلامي لحماية الشواطيء الإسلامية من هجمات البيزنطيين الفتنة في أواخر عهده ومع اتساع الفتوحات الاسلامية ووجود عناصر حديثة العهد بالإسلام لم تتشرب روح النظام والطاعة ، أراد بعض الحاقدين على الاسلام وفي مقدمتهم اليهود إثارة الفتنة للنيل من وحدة المسلمين ودولتهم ، فأخذوا يثيرون الشبهات حول سياسة عثمان رضي الله عنه وحرضوا الناس في مصر والكوفة والبصرة على الثورة ، فإنخدع بقولهم بعض من غرر به ، وساروا معهم نحو المدينة لتنفيذ مخططهم ، وقابلوا الخليفة وطالبوه بالتنازل ، فدعاهم الى الإجتماع بالمسجد مع كبار الصحابة وغيرهم من أهل المدينة ، وفند مفترياتهم وأجاب على أسئلتهم وعفى عنهم ، فرجعوا الى بلادهم لكنهم أضمروا شراً وتواعدوا على الحضور ثانية الى المدينة لتنفيذ مؤامراتهم التي زينها لهم عبدالله بن سبأ اليهودي الأصل والذي تظاهر بالإسلام استشهاده رضي الله عنه وفي شوال سنة 35 من الهجرة النبوية ، رجعت الفرقة التي أتت من مصر وادعوا أن كتاباً بقتل زعماء أهل مصر وجدوه مع البريد ، وأنكر عثمان رضي الله عنه الكتاب لكنهم حاصروه في داره أربعين يوماً ومنعوه من الصلاة بالمسجد بل ومن الماء ، ولما رأى بعض الصحابة ذلك استعدوا لقتالهم وردهم لكن الخليفة منعهم اذ لم يرد أن تسيل من أجله قطرة دم لمسلم و كان رضي الله عنه و هو محاصر و الفتنة تمور من حوله يتذكر ما عهد اليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و يتذكر وصيته صلى الله عليه و سلم له حين قال له : يا عثمان إن ولاك الله هذا الأمر يوماً فأرادك المنافقون أن تخلع قميصك الذي قمصك الله فلا تخلعه و رفض رضي الله عنه أن يسافر الى الشام و يلحق بمعاوية و كان رضي الله عنه يتذكر ما أسر اليه رسول الله صلى الله عليه و سلم في مرض وفاته حين خلا به وجعل النبي صلى الله عليه و سلم يكلمه ووجه عثمان يتغير و لهذا كان يقول لمن معه من المسلمين في الدار : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد الي عهداً فأنا صائر اليه و أنا صابر عليه كان يعلم أن الفتنة تريده فلم يرد أن يراق دم المسلم بسببه و عن نافع عن ابن عامر أن عثمان رضي الله عنه أصبح يحدث الناس قال : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في المنام فقال : يا عثمان أفطر عندنا فأصبح رضي الله عنه صائماً و قتل عن يومه ولكن المتآمرين إقتحموا داره من الخلف من دار أبي حَزْم الأنصاري وهجموا عليه وهو يقرأ القرآن وأكبت عليه زوجه نائلة لتحميه بنفسها لكنهم ضربوها بالسيف فقطعت أصابعها ، وتمكنوا منه رضي الله عنه فسال دمه على المصحف ومات شهيداً في صبيحة عيد الأضحى سنة 35 هـ ، ودفن بالبقيع الجزاء من جنس العمل عن محمد بن سيرين قال : كنت أطوف بالكعبة و إذا رجل يقول : اللهم أغفر لي و ما أظن أن تغفر لي فقلت : يا عبد الله ما سنعت أحداً يقول ما تقول قال : كنت أعطيت الله عهداً إن قدرت ألطم وجه عثمان إلا لطمته فلما قتل ووضع على سريره في البيت و الناس يجيئون يصلون عليه فدخلت كأني أصلي عليه فوجدت خلوة فرفعت الثوب عن وجهه و لحيته و لطمته و قد يبست يميني قال ابن سيرين : فرأيتها يابسة كأنها عود و عن أبي قلابة قال : كنت في رفقة بالشام و سمعت صوت رجل يقول : يا ويلاه من النار قال : فقمت اليه و إذا رجل مقطوع اليدين و الرجلين من الحقوين أعمى العينين منكباً لوجهه فسألته عن حاله فقال : إني كنت ممن دخل على عثمان الدار فلما دنوت منه صرخت زوجته فلطمتها فقال عثمان : ما لك قطع الله يديك و رجليك و أعمى عينيك و أدخلك النار فأخذتني رعدة عظيمة و خرجت هارباً فأصابني ما ترى و لم يبق من دعائه إلا النار قلت له : بعداً لك و سحقاً وقال يزيد بن أبي حبيب : إن عامة الذين ساروا إلى عثمان جنوا حزن الصحابة عليه قال ابن عباس : و لو اجتمع الناس على قتل عثمان لرجموا بالحجارة من السماء و قال أبو جعفر الأنصاري : دخلت مع المصريين على عثمان فلما ضربوه خرجت أشتد حتى ملأت فروجي عدواً فدخلت المسجد فإذا رجل جالس في نحو عشرة عليه عمامة سوداء فقال : ويحك ما وراءك ؟ قلت : قد و الله فرغ من الرجل فقال : تباً لكم سائر الدهر فنظرت فإذا هو علي رضي الله عنه على بن أبى طالب رضى الله عنه سبب إسلامه أنه دخل على النبي صلى اللّه عليه وسلم ومعه خديجة رضي اللّه عنها وهما يصليان سواء فقال: ما هذا؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: دين اللّه الذي اصطفاه لنفسه وبعث به رسوله، فأدعوك إلى اللّه وحده لا شريك له، وإلى عبادته والكفر باللات والعزى فقال له عليٌّ: هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم، فلستُ بقاضٍ أمراً حتى أحدث أبا طالب وكره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يفشي سره قبل أن يستعلن أمره، فقال له: يا عليّ! إنَّ من الأخطاء العظيمة التي يقع فيها بعض المصلِّين : ترك الطمأنينة في الصلاة ، وقد عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم فاعل ذلك من أسوء الناس سرقة

محبة النبي صلى الله عليه وسلم لأولاده وعطفه وتقديره لهم وتواضعه عليه الصلاة والسلام نشاط : اكتب جملة تصف فيها حسن تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أولاده.

12
الفاقد التعليمي حديث رابع الفصل الاول 1442هـ
رضي الله عنه a إبراهيم b القاسم c عبدالله 33 كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل أولاده ب a الضرب b القسوة c الرحمة d الشتم 34 ساعدت النبي صلى الله عليه وسلم برأيها وجهدها ومالها
اسئلة مراجعة مادة الحديث والسيرة الصف الرابع الفصل الاول
ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة ، لا ريح لها وطعمها حلو
حكم القاضي للخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قصة الدرع الذي سرقه النصراني صواب خطأ
خديجة رضي الله عنها امرأة غنية ذات مال
عائشة رضي الله عنها كانت من أفقه الصحابيات وأكثر النساء الصحابيات رواية للحديث وحفصة رضي الله عنها كانت عالمة أمينة حيث وضع المسلمون عندها المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه نشاط : محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ننال عليها الحسنات ، لماذا ؟ لأن النبي عليه الصلاة والسلام يحبهم وأوصانا بهم التقويم : للنبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته حقوق ، أذكر ثلاثة منها خديجة بنت خويلد رضى الله عنها هي أوّل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، وأمّ أولاده ، وخيرة نسائه ، وأول من آمن به وصدقه ، أم هند ، خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية ، وأمها فاطمة بنت زائدة ، قرشية من بني عامر بن لؤي ولدت خديجة رضي الله عنها بمكة ، ونشأت في بيت شرف ووجاهة ، وقد مات والدها يوم حرب الفجَار تزوجت مرتين قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم باثنين من سادات العرب ، هما : أبو هالة بن زرارة بن النباش التميمي ، وجاءت منه بهند وهالة ، وأما الثاني فهو عتيق بن عائذ بن عمر بن مخزوم ، وجاءت منه بهند بنت عتيق وكان لخديجة رضي الله عنها حظٌ وافر من التجارة ، فكانت قوافلها لا تنقطع بين مكّة والمدينة ، لتضيف إلى شرف مكانتها وعلوّ منزلتها الثروة والجاه ، حتى غدت من تجّار مكّة المعدودين وخلال ذلك كانت تستأجر الرجال وتدفع إليهم أموالها ليتاجروا به ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم واحداً من الذين تعاملوا معها ، حيث أرسلته إلى الشام بصحبة غلامها ميسرة , ولما عاد أخبرها الغلام بما رآه من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وما لمسه من أمانته وطهره ، وما أجراه الله على يديه من البركة ، حتى تضاعف ربح تجارتها ، فرغبت به زوجاً ، وسرعان ما خطبها حمزة بن عبدالمطلب لابن أخيه من عمها عمرو بن أسد بن عبدالعزى ، وتمّ الزواج قبل البعثة بخمس عشرة سنة وللنبي صلى الله عليه وسلم 25 سنة ، بينما كان عمرها 40سنة ، وعاش الزوجان حياة كريمة هانئة ، وقد رزقهما الله بستة من الأولاد : القاسم و عبد الله و زينب و رقية و أم كلثوم و فاطمة وكانت خديجة رضي الله عنها تحب النبي صلى الله عليه وسلم حبّاً شديداً ، وتعمل على نيل رضاه والتقرّب منه ، حتى إنها أهدته غلامها زيد بن حارثة لما رأت من ميله إليه وعند البعثة كان لها دورٌ مهم في تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم والوقوف معه ، بما آتاها الله من رجحان عقل وقوّة الشخصيّة ، فقد أُصيب عليه الصلاة والسلام بالرعب حين رأى جبريل أوّل مرّة ، فلما دخل على خديجة رضي الله قال : زمّلوني زمّلوني ، ولمّا ذهب عنه الفزع قال : لقد خشيت على نفسي ، فطمأنته قائلةً : " كلا والله لا يخزيك الله أبداً ، فوالله إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكلّ ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق " رواه البخاري ، ثم انطلقت به إلى ورقة بن نوفل ليبشّره باصطفاء الله له خاتماً للأنبياء عليهم السلام ولما علمت خديجة رضي الله بذلك لم تتردّد لحظةً في قبول دعوته ، لتكون أول من آمن برسول الله وصدّقه ، ثم قامت معه تسانده في دعوته ، وتؤانسه في وحشته ، وتذلّل له المصاعب ، فكان الجزاء من جنس العمل ، بشارة الله لها ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب، رواه البخاري و مسلم وقد حفظ النبي صلى الله عليه وسلم لها ذلك الفضل ، فلم يتزوج عليها في حياتها إلى أن قضت نحبها ، فحزن لفقدها حزناً شديداً ، ولم يزل يذكرها ويُبالغ في تعظيمها والثناء عليها ، ويعترف بحبّها وفضلها على سائر أمهات المؤمنين فيقول : إني قد رزقت حبّها رواه مسلم ، ويقول : آمنت بي إذ كفر بي الناس ، وصدّقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء رواه أحمد
نشاط : كيف تكون ممن يحبهم الله ؟ التقرب إليه بالطاعات واتباع نبيه عليه الصلاة والسلام القرآن أعظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم فما واجبنا تجاهه ؟ المداومه على تلاوته وعدم هجرانه وحفظه في مكان ظاهر التقويم : محبة الله لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم لها دلائل كثيره ، اذكر اثنتين منها

يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : اقرؤالقرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه.

26
عند من اودع المسلمون المصحف الأول
حل كتاب الحديث رابع ابتدائي ف1 1442
دخل عليه ذات يوم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فوجده يبكي ، فساله عن ذلك فقال له : يا عمر لا حاجة لي في امارتكم فرد عليه عمر : أين المفر ؟ والله لا نقيلك ولا نستقيلك جيش أسامة وجَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد في سبعمائة الى الشام ، فلمّا نزل بـذي خُشُـب -واد على مسيرة ليلة من المدينة- قُبِض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وارتدّت العرب حول المدينة ، فاجتمع إليه أصحاب رسول الله فقالوا : يا أبا بكر رُدَّ هؤلاء ، تُوجِّه هؤلاء الى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة ؟ فقال : والذي لا إله إلا هو لو جرّت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما رَدَدْت جيشاً وجَّهه رسول الله ولا حللت عقدَهُ رسول الله فوجّه أسامة فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا : لولا أن لهؤلاء قوّة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم ، ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام حروب الردة بعد وفـاة الرسـول صلى الله عليه وسلم أرتدت العرب ومنعت الزكاة ، واختلـف رأي الصحابة في قتالهم مع تكلمهم بالتوحيـد ، قال عمر بن الخطاب : كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا منّي دماءَهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله ؟ فقال أبو بكر : الزكاة حقُّ المال وقال : والله لأقاتلن من فرّق الصلاة والزكاة ، والله لو منعوني عَقالاً كانوا يُؤدّونه الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم على منعه ونصب أبو بكر الصديق وجهه وقام وحده حاسراً مشمِّراً حتى رجع الكل الى رأيه ، ولم يمت حتى استقام الدين ، وانتهى أمر المرتدين جيوش العراق والشام ولمّا فرغ أبو بكر رضي الله عنه من قتال المرتدين بعث أبا عبيدة الى الشام وخالد بن الوليد الى العراق ، وكان لا يعتمد في حروب الفتوحات على أحد ممن ارتدَّ من العرب ، فلم يدخل في الفتوح إلا من كان ثابتاً على الإسلام استخلاف عمر عقد أبو بكر في مرضه الذي توفي فيه لعمر بن الخطاب عقد الخلافة من بعده، ولما أراد العقد له دعا عبد الرحمن بن عوف فقال: أخبرني عن عمر فقال: يا خليفة رسول اللّه هو واللّه أفضل من رأيك فيه من رجل، ولكن فيه غلظة فقال أبو بكر: ذلك لأنه يراني رقيقاً ولو أفضى الأمر إليه لترك كثيراً مما هو عليه ويا أبا محمد قد رمقته فرأيتني إذا غضبت على الرجل في الشيء، أراني الرضا عنه، وإذا لنت أراني الشدة عليه، لا تذكر يا أبا محمد مما قلت لك شيئاً قال: نعم ودخل على أبي بكر طلحة بن عبيد اللّه فقال: استخلفت على الناس عمر، وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، فكيف به إذا خلا بهم، وأنت لاق ربك فسائلك عن رعيتك ؟ فقال أبو بكر وكان مضطجعاً: أجلسوني فأجلسوه فقال لطلحة: أباللّه تفرقني أو باللّه تخوفني، إذا لقيت اللّه ربي فساءلني قلت: استخلفت على أهلك خير أهلك ؟ وأشرف أبو بكر على الناس من حظيرته وأسماء بنت عميس ممسكته موشومة اليدين وهو يقول: أترضون بمن أستخلف عليكم فإني واللّه ما ألوت من جهد الرأي، ولا وليت ذا قرابة، وإني قد استخلفت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا فقالوا: سمعنا وأطعنا دعا أبو بكر عثمان خالياً فقال له: اكتب: بسم اللّه الرحمن الرحيم
اسئلة مراجعة مادة الحديث والسيرة الصف الرابع الفصل الاول
عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، فهو قرشي أموي يجتمع هو والنبي صلى اللَّه عليه وسلم في عبد مناف، وهو ثالث الخلفاء الراشدين وأمه أروى بنت كريز وأم أروى البيضاء بنت عبد المطلب عمة الرسول صلى اللَّه عليه وسلم ويقال لعثمان رضي اللَّه عنه : ذو النورين لأنه تزوج رقية، وأم كلثوم، ابنتيَّ النبي صلى اللَّه عليه وسلم ولا يعرف أحد تزوج بنتيَّ نبي غيره إسلامه أسلم عثمان رضي اللَّه عنه في أول الإسلام قبل دخول رسول اللَّه دار الأرقم، وكانت سنِّه قد تجاوزت الثلاثين، دعاه أبو بكر إلى الإسلام فأسلم، ولما عرض أبو بكر عليه الإسلام قال له: ويحك يا عثمان واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل، هذه الأوثان التي يعبدها قومك، أليست حجارة صماء لا تسمع، ولا تبصر، ولا تضر، ولا تنفع؟ فقال: بلى، واللَّه إنها كذلك قال أبو بكر: هذا محمد بن عبد اللَّه قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه؟ فقال: نعم وفي الحال مرَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: يا عثمان أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه قال : فواللَّه ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمد رسول عبده ورسوله، ثم لم ألبث أن تزوجت رقية وكان يقال: أحسن زوجين رآهما إنسان، رقية وعثمان كان زواج عثمان لرقية بعد النبوة لا قبلها زواجه من ابنتى رسول الله رقية بنت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وأمها خديجة، وكان رسول اللَّه قد زوَّجها من عتبة بن أبي لهب، وزوَّج أختها أم كلثوم عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ قال لهما أبو لهب وأمهما أم جميل بنت حرب حمالة الحطب فارقا ابنتَي محمد، ففارقاهما قبل أن يدخلا بهما كرامة من اللَّه تعالى لهما، وهوانًا لابني أبي لهب، فتزوج عثمان بن عفان رقية بمكة، وهاجرت معه إلى الحبشة، وولدت له هناك ولدًا فسماه: عبد اللَّه، وكان عثمان يُكنى به ولما سار رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلى بدر كانت ابنته رقية مريضة، فتخلَّف عليها عثمان بأمر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فتوفيت يوم وصول زيد بن حارثة زوجته أم كلثوم بنت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وأمها خديجة، وهي أصغر من أختها رقية، زوَّجها النبي صلى اللَّه عليه وسلم من عثمان بعد وفاة رقية، وكان نكاحه إياها في ربيع الأول من سنة ثلاث، وبنى بها في جمادى الآخرة من السنة، ولم تلد منه ولدًا، وتوفيت سنة تسع وصلى عليها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وروى سعيد بن المسيب أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم رأى عثمان بعد وفاة رقية مهمومًا لهفاناً فقال له: ما لي أراك مهمومًا ؟ فقال: يا رسول اللَّه وهل دخل على أحد ما دخل عليَّ ماتت ابنة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم التي كانت عندي وانقطع ظهري، وانقطع الصهر بيني وبينك فبينما هو يحاوره إذ قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم : هذا جبريل عليه السلام يأمرني عن اللَّه عز وجل أن أزوجك أختها أم كلثوم على مثل صداقها، وعلى مثل عشرتها صفاته وكان رضي اللَّه عنه أنسب قريش لقريش، وأعلم قريش بما كان فيها من خير وشر، وكان رجال قريش يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمور لعلمه، وتجاربه، وحسن مجالسته، وكان شديد الحياء، ومن كبار التجار أخبر سعيد بن العاص أن عائشة رضي اللَّه عنها وعثمان حدثاه: أن أبا بكر استأذن النبي صلى اللَّه عليه وسلم وهو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة فأذن له وهو كذلك، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف ثم استأذن عمر فأذن له، وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف ثم استأذن عليه عثمان فجلس وقال لعائشة: إجمعي عليك ثيابك فقضى إليه حاجته، ثم انصرف قالت عائشة: يا رسول اللَّه لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان! هذا ما عهد به أبو بكر ابن أبي قحافة إلى المسلمين أما بعد ثم أغمي عليه فذهب عنه فكتب عثمان: أما بعد فإني أستخلف عليكم عمر بن الخطاب ولم آلكم خيراً ثم أفاق أبو بكر فقال: اقرأ عليَّ فقرأ عليه فكبَّر أبو بكر وقال: أراك خفت أن يختلف الناس إن مت في غشيتي قال: نعم قال: جزاك اللّه خيراً عن الإسلام وأهله وأقرها أبو بكر رضي اللّه عنه من هذا الموضع فأبو بكر كان يرى ويعتقد أن عمر بن الخطاب خير من يتولى الخلافة بعده مع شدته والحقيقة أنه كان كذلك وفاته رضي الله عنه قيل: إنه اغتسل وكان يوماً بارداً فاصابته الحمى خمسة عشر يوماً لا يخرج إلى الصلاة فأمر عمر أن يصلي بالناس ولما مرض قال له الناس: ألا ندعو الطبيب؟ فقال: أتاني وقال لي: أنا فاعل ما أريد، فعلموا مراده وسكتوا عنه ثم مات وكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر وعشر ليال، وأوصى أن تغسله زوجته أسماء بنت عميس وابنه عبد الرحمن وأن يكفن في ثوبيه ويشتري معهما ثوب ثالث وقال: الحي أحوج إلى الجديد من الميت إنما هو للمهلة والصَّديد قال ابن أسحاق : توفي أبو بكر يوم رضي الله عنه يوم الجمعة لسبع ليال بقين من جمادي الآخرة سنة ثلاث عشرة و صلى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أقوال الصحابة فيه رضي اللّه عنه و عنهم أجمعين قال عمر رضي الله عنه : أبو بكر سيدنا و أعتق سيدنا يعني بلالاً وقال رضي الله عنه ايضاً : لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أتقدم قوماً فيهم أبو بكر وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : كنا نخير بين الناس في زمن النبي رضي الله عنه فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان رضي الله عنهم و عن محمد بن الحنيفة قلت لأبي -علي بن أبي طالب- : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أبو بكر قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر من كلماته رضي اللّه عنه طوبى لك يا طير تأكل الشجر و تستظل بالشجر و تصير الى غير حساب يا ليت أبا بكر مثلك اللهم أنت أعلم مني بنفسي وأنا أعلم بنفسي منهم -يقصد من يمدحونه- اللهم أجعلني خيراً مما يظنون وأغفر لي ما لا يعلمون و لا تؤاخذني بما يقولون رحم الله سيدنا أبا بكر و جمعه بحبيبه و صاحبه سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم في الفردوس الأعلى من الجنة إن شاء الله تعال الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه نسبه رضي الله عنه الفاروق أبو حفص ، عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزَّى القرشي العدوي ، ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة 40 عام قبل الهجرة ، عرف في شبابه بالشـدة والقـوة ، وكانت له مكانة رفيعـة في قومه اذ كانت له السفارة في الجاهلية فتبعثـه قريش رسولاً اذا ما وقعت الحرب بينهم أو بينهم و بين غيرهم وأصبح الصحابي العظيم الشجاع الحازم الحكيم العادل صاحب الفتوحات وأول من لقب بأمير المؤمنين0 كناه الرسول صلى الله عليه و سلم أبا حفص وكان ذلك يوم بدر و سماه النبي صلى الله عليه و سلم الفاروق إسلامه رضي الله عنه ذكر عمر رضي الله عنه أنه خرج يوماً يتعرض لرسول الله صلى الله عليه و سلم قبل ان يسلم فوجده قد سبقه الى المسجد فقام خلفه فاستفتح سورة الحاقة يقول عمر رضي الله عنه : فجعلت أتعجب من تأليف القرآن قال فقلت : والله هذا شاعر كما قالت قريش قال فقرأ : إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ قال قلت : كاهن قال : وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ — الحاقة الآيات 42 الى 47 قال عمر : فوقع الإسلام في قلبي وكان ذلك أثر دعوة النبي صلى الله عليه و سلم حين قال : اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام و كان أحبهما اليه عمر بن الخطاب أسلم في السنة السادسة من البعثة النبوية المشرفة ، فقد كان الخباب بن الأرت يعلم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم عمر بن الخطـاب متقلـداً سيفه الذي خـرج به ليصفـي حسابه مع الإسـلام ورسوله ، لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة و كانت من سورة طه حتى قال : دلوني على محمد وسمع خباب كلمات عمر ، فخرج من مخبئه وصاح : يا عمـر والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصـك بدعـوة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فإني سمعته بالأمس يقول : اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك ، أبي الحكم بن هشام ، وعمر بن الخطاب فسأله عمر من فوره : وأين أجد الرسول الآن يا خباب ؟ وأجاب خباب : عند الصفـا في دار الأرقـم بن أبي الأرقـم ومضى عمر الى دار الأرقم فخرج إليه الرسول صلى الله عليه وسلم فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال : أما أنت منتهياً يا عمر حتى يُنزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة ؟ اللهم هذا عمر بن الخطاب ، اللهم أعزّ الدين بعمر بن الخطاب فقال عمر : أشهد أنّك رسول الله وبإسلامه ظهر الاسلام في مكة اذ قال للرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون في دار الأرقم : والذي بعثك بالحق لتخرجن ولنخرجن معك وخرج المسلمون ومعهم عمر ودخلوا المسجد الحرام وصلوا حول الكعبة دون أن تجـرؤ قريش على اعتراضهم أو منعهم ، لذلك سماه الرسول صلى الله عليه وسلم الفاروق لأن الله فرق بين الحق والباطل لسان الحق هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، ومن علماء الصحابة وزهادهم ، وضع الله الحق على لسانه اذ كان القرآن ينزل موافقاً لرأيه ، يقول علي بن أبي طالب : إنّا كنا لنرى إن في القرآن كلاماً من كلامه ورأياً من رأيه كما قال عبد الله بن عمر : مانزل بالناس أمر فقالوا فيه وقال عمر ، إلا نزل القرآن بوفاق قول عمر و عن ابن عمر رضي الله عنهما : قال رسول الله صلى اللـه عليه وسلم : إن الله جعل الحق على لسان عمر و قلبه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسـول اللـه صلى اللـه عليه وسلم : لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون ، فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء ، فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر قال ابن عباس رضي الله عنهما : من نبي ولا محدث قوة الحق كان قويا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم ، فقد استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نسوة من قريش ، يكلمنه ويستكثرنه ، عالية أصواتهن على صوته ، فلما استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب ، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل عمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك ، فقال عمر : أضحك الله سنك يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم : عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي ، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب فقال عمر : فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ثم قال عمر : يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن : نعم ، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إيه يا ابن الخطاب ، والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً قط إلا سلك فجاً غير فجك ومن شجاعته وهيبته أنه أعلن على مسامع قريش أنه مهاجر بينما كان المسلمون يخرجون سراً ، وقال متحديا لهم : من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه عمر في الأحاديث النبوية رُويَ عن الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث التي تبين فضل عمـر بن الخطاب نذكر منها إن الله سبحانـه جعل الحق على لسان عمر وقلبه الحق بعدي مع عمـر حيث كان إن الشيطان لم يلق عمـر منذ أسلم إلا خرَّ لوجهه ما في السماء ملك إلا وهو يوقّر عمر ، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر قال الرسول صلى الله عليه وسلم : رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأةِ أبي طلحة وسمعت خشفاً أمامي فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا بلال ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر بن الخطاب ، فأردت أن أدخله فأنظر إليه ، فذكرت غيْرتك فقال عمر : بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : بيْنما أنا نائم إذ أتيت بقدح لبنٍ ، فشربت منه حتى إنّي لأرى الريّ يجري في أظفاري ، ثم أعطيت فضْلي عمر بن الخطاب قالوا : فما أوّلته يا رسول الله ؟ قال : العلم قال الرسول صلى الله عليه وسلم : بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ وعليهم قمصٌ ، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك ، وعُرِضَ عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه قالوا : فما أوَّلته يا رسول الله ؟ قال : الدين عمر يوافق ربه عز و جل ولما كان الحق على لسانه و قلبه فقد وافق حكمه حكم الله تعالى في أكثر من قضية يقول عمر : وافقت ربي في ثلاث فقلت : يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت : وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وآية الحجاب قلت : يا رسول الله لو أمرت نسائك أن يحتجبن فإنه يكلمهن البر و الفاجر فنزلت آية الحجاب و اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه فقلت لهن عسى ربه ان طلقكن ان يبدله أزواجاً خيراً منكن فنزلت الآية عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً — التحريم 5 قالوا عن عمر رضي الله عنه قيل لأبي بكر : ماذا تقول لله و قد وليت علينا عمر فقال : أقول وليت عليهم خير أهلك وقال ابن عباس : حين طعن عمر قال علي بن أبي طالب عند رأس عمر: هذا أحب الأمة الي أن القى الله بمثل صحيفته وقال ايضاً : ما مات رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى عرفنا أن أفضلنا بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم أبو بكر و ما مات أبو بكر حتى عرفنا أن أفضلنا بعد أبي بكر عمر بن الخطاب رضوان الله عليهما وقال بن مسعود : إني لأحسب عمر قد ذهب بتسعة أعشار العلم وقال ايضاً : كان أعلمنا بكتاب الله و أفقهنا في دين الله و قالت عائشة رضي الله عنها : زينوا مجالسكم بالصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم و بذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال سعيد بن زيد حين قيل له ما يبكيك ؟ فقال : على الاسلام إن بموت عمر ثلم الإسلام ثلمة لا ترتق —أي لا تسد-الى يوم القيامة وقال مجاهد : كنا نتحدث أن الشياطين مصفدة في زمن عمر فلما قتل وثبت الى الأرض خلافة عمر رغب أبو بكر رضي الله عنه في شخصية قوية قادرة على تحمل المسئولية من بعده ، واتجه رأيه نحو عمر بن الخطاب فاستشار في ذلك عدد من الصحابة مهاجرين وأنصارا فأثنوا عليه خيرا ومما قاله عثمان بن عفان : اللهم علمي به أن سريرته أفضل من علانيته ، وأنه ليس فينا مثله وبناء على تلك المشورة وحرصا على وحدة المسلمين ورعاية مصلحتهم أوصى أبو بكر الصديق بخلافة عمر من بعده ، وأوضح سبب اختياره قائلا :اللهم اني لم أرد بذلك الا صلاحهم ، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم ، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم ثم أخذ البيعة العامة له بالمسجد اذ خاطب المسلمين قائلا :أترضون بمن أستخلف عليكم ؟ فوالله ما آليـت من جهـد الرأي ، ولا وليت ذا قربى ، واني قد استخلفـت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا فرد المسلمون :سمعنا وأطعنا وبايعوه سنة 13 هـ انجازاته استمرت خلافته عشر سنين تم فيها كثير من الانجازات المهمة لهذا وصفه ابن مسعود رضي الله عنه فقال : كان اسلام عمر فتحاً ، وكانت هجرته نصراً ، وكانت إمامته رحمه ، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي الى البيت حتى أسلم عمر ، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا فهو أول من جمع الناس لقيام رمضان في شهر رمضان سنة 14 هـ ، وأول من كتب التاريخ من الهجرة في شهر ربيع الأول سنة 16 هـ ، وأول من عسّ في عمله ، يتفقد رعيته في الليل وهو واضع الخراج ، كما أنه مصّـر الأمصار ، واستقضـى القضـاة ، ودون الدواويـن ، وفرض الأعطيـة ، وحج بالناس عشر حِجَـجٍ متواليـة ، وحج بأمهات المؤمنين في آخر حجة حجها وهدم مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وزاد فيه ، وأدخل دار العباس بن عبد المطلب فيما زاد ، ووسّعه وبناه لمّا كثر الناس بالمدينة ، وهو أول من ألقى الحصى في المسجد النبوي ، فقد كان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم ، فأمر عمر بالحصى فجيء به من العقيق ، فبُسِط في مسجد الرسول صلى الله علي وسلم وعمر رضي الله عنه هو أول من أخرج اليهود وأجلاهم من جزيرة العرب الى الشام ، وأخرج أهل نجران وأنزلهم ناحية الكوفة الفتوحات الإسلامية لقد فتح الله عليه في خلافته دمشق ثم القادسية حتى انتهى الفتح الى حمص ، وجلولاء والرقة والرّهاء وحرّان ورأس العين والخابور ونصيبين وعسقلان وطرابلس وما يليها من الساحل وبيت المقدس وبَيْسان واليرموك والجابية والأهواز والبربر والبُرلُسّ وقد ذلّ لوطأته ملوك الفرس والروم وعُتاة العرب حتى قال بعضهم : كانت درَّة عمر أهيب من سيف الحجاج هَيْـبَتِـه و تواضعه وبلغ رضي الله عنه من هيبته أن الناس تركوا الجلوس في الأفنية ، وكان الصبيان إذا رأوه وهم يلعبون فرّوا ، مع أنه لم يكن جبّاراً ولا متكبّراً ، بل كان حاله بعد الولاية كما كان قبلها بل زاد تواضعه ، وكان يسير منفرداً من غير حرس ولا حُجّاب ، ولم يغرّه الأمر ولم تبطره النعمة حرصه على طلب العلم روي البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : كنت أنا و جار لي من الأنصار فب بني أمية بن زيد نتناوب النزول على رسول الله صلى الله علي و سلم ينزل يوماً و أنزل يوماً فإذا نزل جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي و غيره واذا نزل فعل مثل ذلك أدبه رضي الله عنه عن يحي بن سعيد قال : ذكر عمر فضل أبي بكر فجعل يصف مناقبه ثم قال : وخذا سيدنا بلال حينة من حسناته وورد أن عمر رضي الله عنه عمد الى ميزاب للعباس رضي الله عنه على ممر الناس فقلعه فقال العباس : أشهد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم هو الذي وضعه في مكانه فأقسم عمر على العباس : لتصعدن على ظهري و لتضعنه موضعه حمله رضي الله عنه هموم المسلمين عن يحي بن سعيد قال : كنا نقول : لو لم يرفع الله سبحانه و تعالى الجدب عام الرمادة لظننا ان عمر يموت هماً بأمر المسلمين وقال العياض بن خليفة : رأيت عمر عام رمادة وهو أسود اللون و لقد كان أبيض كان رجلاً عربياً يأكل السمن و اللبن فلما أجدبوا حرمهما فأكل الزيت حتى غير لونه و جاع فأكثر تواضعه رضي الله عنه قال عروة بن الزبير رضي الله عنه : رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على عاتقه قربة ماء فقلت : يا أمير المؤمنين لا ينبغي لك هذا قال : لما أتاني الوفود سامعين مطيعين دخلت نفسي نحوه فأردت أن أكسرها محاسبته رضي الله عنه لنفسه قال أ نس بن مالك رضي الله عنه : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوماً و خرجت معه حتى دخل حائطاً فسمعته يقول و بيني و بينه جدار : عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بخ! كان فراش الرسول عليه الصلاة والسلام من جلد محشو بالليف ووسادته كان حشوها ليفاً