هذه هي وجهة النظر بكل موضوعية ونهجنا دائماً هنا عندما نتحدث عن عمر وكما قلنا مراراً لا نتحدث هن نبي أو رسول أو قديس إنما نتحدث عن عمر القائد الذي بلغت الدولة الإسلامية في عهده ذروتها من حيث تأثيرها وقوتها وسلامة بنيانها ، والأمر في النهاية ليس به خطوط حمراء يجب ألا نقترب منها فنحن نناقش عمل بشري يحتمل الصواب والخطأ وعمر كسائر البشر يصيب ويخطئ ولا نجزم برأي به جدل ولا نصل إلي مرتبة اليقين في شىء غير عقائدي إنما نتيح للبحث القدر الرحب الذي تنطلق فيه الفكرة بلا حدود كطائر حر طليق له حرية الاختيار في أن يحدد أين يتجه دون بوصلة تحدد له اتجاهه سوى قناعته هو! فما الذي حدث مع عمر وهل أراد أن يخرج بسباسته عن هذه السياسة أم أنه لم يقبل هذا التعايش بين دينين أو هويتين | |
---|---|
كان الخطاب عاما كما هو خطاب المواطنة اليوم عند الأمم المتحضرة بل كان أعظم وسنرى لاحقاً كيف أقام الدنيا علي حاكم مصر عمرو بن العاص وابنه عندما أهان الأخير قبطياً استناداً إلى سلطان أبيه وكيف أنه أمر برد السبايا من أهل الردة إلي عشائرهم وكيف أنه عزل قائد مثل خالد بن الوليد لأنه رأى أنه خرج في عدة مواضع عن أصول دولته وسياسته والأمثلة على ذلك كثيرة |
وبعد أن قام الفاروق عمر بن الخطاب بالقضاء بين اليهودي وسيدنا على بن ابي طالب وأعطى اليهودي حقه تساءل الخليفة عمر بن الخطاب لسيدنا على بن ابي طالب قائلًا يا علي أغضبت لتحقيق العدالة فرد سيدنا على رضى الله عنه على حديث الفاروق قائلًا لا ولكني غضبت لفواتها فقال عمر: كيف ذلك ؟ فقال علي: لقد ناديتني بالكنية، فقلت يا أبا الحسن والكنية تكريم لي وناديت خصمي باسمه المجرد فأين العدالة يا عمر.
وقد وضع عمر بن الخطاب الجزية عن اليهودي ليثبت لنا أهميةالعدل وقيمتها السامية والانصاف التي يتمتع بها ديننا الحنيف والقضاء في الاسلام ، حيث تميز الخليفة عمر بصفات كثيرة منها الصرامة والقوة ، وخاض معارك كثيرة مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم | ظل يهود المدينة علي ديانتهم |
---|---|
وما هو الخطر في بقاء أقلية وسط مجتمع الأغلبية | ! يقول الدكتور محمد حسين هيكل في الجزء الأول من مؤلفه الفاروق عمر |
.
1