وحكمها هو الوجوب على كل مسلم لديه قوت يومه وقوت من يُعيلهم وقوت أول أيام العيد، ويتم دفعها للمحتاجين لها قبل صلاة العيد، ومقدارها صاع من التمر أو البُر أو الشعير | وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي ما كان عليه هو وخاصة أصحابه عملاً وسيرة، وهذه السنة تعرف من الصحابة بالعمل والأخبار |
---|---|
تختلف زكاة الفطر عن الأنواع الأخرى للزكاة؛ بأنها ليست مفروضة على الأموال، بل هي مفروضة على الأشخاص، فمقدار الزكاة صاع من تمر أو برٍّ أو شعير، يتم إخراجه من قِبلِ المُقتدرين عن جميع أفراد عائلتهم، فلا تُدفع بناءاً على كمية المال أو الماشية التي يمتلكها |
وكذلك إطعامٌ للمساكين الذين لا يجدون قوتَ يومهم، حتى يشعروا بفرحة العيد وبهجته مثل سائر الناس.
قالَ أَبُو سَعِيدٍ: فأمَّا أَنَا فلا أَزَالُ أُخْرِجُهُ كما كُنْتُ أُخْرِجُهُ، أَبَدًا ما عِشْتُ | متى فرضت زكاة الفطر؟ فرضت زكاة الفطر في السنة الثانية الهجرية، وهي السنة نفسها التى فُرض فيها الصيام على الأمة الإسلامية، وتجب زكاة الفطر على المسلم العاقل الراشد البالغ، وأن تكون الزكاة خارجة من جيب المرء من المال الذي ينفقه على أهله وأسرته |
---|---|
ويقوم ربُّ الأسرة بإخراج الزكاة عن نفسه وزوجته حتى وإن كانت ذات مال لأنه هو المُعيلُ لها، وعن أبنائه الذين لا يعملون ولا يستطيعون أن يدفعوها، وعن البنت أو البنات الواتي عنده، فلا يُخرج زكاة الفطر عن بنتٍ له متزوِّجة، وإن كان له ولدٌ مُقتدر فلا يُخرج عنه، بل الولد مُلزمٌ بإخراجها عن نفسه، وذلك كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أدُّوا الفطر عمَّن تعولون | أثر إخراج زكاة الفطر على المجتمع يُعَدّ أثر زكاة الفطر كبيراً في المجتمع؛ فهي توفّر للفقير وأهله المؤونةَ التي يحتاجونها يوم العيد، وتنشر الفرحة في قلوبهم دون حاجتهم إلى سؤال الناس، ولا شكّ أنّ لزكاة الفطر أثر عظيم في تكافل المجتمع وتماسُكه؛ إذ إنّها تُؤثّر في أفراده خاصّة، الأمر الذي يُؤثّر إيجاباً في مجتمعهم عامّة، كما أنّ زكاة الفطر تَجبُر وتُتمّم صيام المسلم من النواقص ؛ كي لا يكون نتاج صيامه هو الجوع والعطش فقط، كما جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: رُبَّ قائمٍ ليس له من قيامهِ إلَّا السهرُ ورُبَّ صائمٍ ليس له من صومهِ إلَّا الجوعُ والعطشُ ؛ فهي تجبر نقصه، وأخطاءه، وتُطهّره من المعاصي، فيُقبِل على العيد بنفسٍ راضية، وسعيدة، وهي أيضاً تربط الأفراد ببعضهم، وتُؤلّف بين قلوبهم، وتنشر الرحمة والمودّة بينهم، وتُعزّز قِيم التعاون، والعطاء، والبَذل في سبيل رضا الله -تعالى-، ممّا يُحقّق الرضا، والراحة، والسرور لأفراد المجتمع جميعهم، ويُبعد عنهم الحقد، والبغضاء، والحسد، والظلم، وغضب الله -سبحانه وتعالى- |
ويُستحبُّ إخراجها عن الجنين الذي لم يولد بعد، ويجب إخراجها في وقتها، أما إن أخرجها بعد صلاة العيد فلا تعتبر زكاة فطر، بل تُعتبر صدقة من الصدقات.
24