فيرتفع الأجر، ويعظم الثواب، كل ذلك بسبب الإعالة لهن | كان الرسول صلى الله عليه وسلم شديد العناية بالنساء، وأدل دليل على ذلك ما ورد في وصيته بهن وبالعناية بحقوقهن والإحسان إليهن في حجة الوداع؛ حين قال: فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله |
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: مَن عال ابنتينِ أو ثلاثًا، أو أختينِ أو ثلاثًا، حتَّى يَبِنَّ ينفصلن عنه بتزويج أو موت ، أو يموتَ عنهنَّ كُنْتُ أنا وهو في الجنَّةِ كهاتينِ - وأشار بأُصبُعِه الوسطى والَّتي تليها رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
25ونحن إذ نقول بتربية الأبناء والبنات لا ننسى أهمية الزيادة المطلوبة في الأنثى، زيادة الاعتناء والملاحظة، لأننا ندرك دور الأمومة المفترض فيها مستقبلاً، ذلك الدور الذي يصنع الأجيال ويبني الأمم، ويحفظ على ديمومتها وبقائها، واستمرار رقيها وتحضرها، فالمرأة هي أم الرجال | |
---|---|
لما أَذِنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في ضَربِ النِّساءِ ، فسمِعَ مِنَ اللَّيلِ صوتًا عاليًا ، فقالَ : إنِّي لأسمَعُ صوتًا عاليًا! وهذان الحديثان وما جاء في معناهما يدلان صراحة على أنَّ البنات كنَّ محلاً لجهالات وبُغض بعض العرب إبان بعثة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ | صحة الحديث أخرجه البخاري في صحيحه، وقد قال ابن القيّم مؤكّدًا صحة هذا الحديث: "هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري في صحيحه محتّجًا به، وعلّقه تعليقًا مجزومًا به، فقال: باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه"، وقد جاء هذا التعقيب من ابن القيّم لأنّ البعض قد ضعّف هذا الحديث لأنّ البخاري لم يذكره بسنده المتصل، ولكنّ هذا التعليق لا يقدح في صحّة الحديث لأنّ عنوان الباب الذي وُضِع فيه الحديث يدلّ على ثبوته |
وإذا كان هذا الفضل في الإحسان إلى البنات؛ فالإحسان إلى الأبوين أو أحدهما أو الأجداد أو الجدات أعظم وأكثر أجرًا؛ لعظم حق الوالدين، ووجوب برهما والإحسان إليهما، ولا فرق في ذلك بين كون المحسن أبًا أو أُمًّا أو غيرهما؛ لأن الحكم مناط بالعمل.
9والقيان جمع قينة وهي الجارية التي تُغنّي، والمعازف هي آلات الغناء واللهو، ومن المحتمل أنّ هذه العقوبات الثلاث تقع عندما تظهر تلك الفواحش مجتمعة، ويحتمل أنّها قد تقع عند ظهور أي واحدة منهن سواءً ظهور القيان أو المعازف أو شرب الخمر، وإن كانت كلّ واحدةٍ منهن بزمن مختلف، ويُحتمل أيضًا أنّ هذه العقوبات قد تنزل عند شيوع أي معصية بين الناس | وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله ـ صلى الله علي وسلم ـ: ليسَ أَحَدٌ من أمتي يعولُ ثلاثَ بنات، أو ثلاثَ أخوات، فيُحْسِنَ إليهنَّ إلا كُنَّ لهُ سِترًا من النارِ رواه الطبراني وصححه الألباني |
---|---|
ثمّ تتابع السيدة عائشة فتقول: وليستا بمغنيتين، أي إنّ هاتين الجاريتين ليس الغناء حرفة لهن، وبهذا نفيٌ منها عنهن بطريق المعنى ما أثبتت باللفظ، فالغناء يُطلق على رفع الصوت والترّنم والحداء، ولا يُسمّى من يفعل ذلك مغنيًا، فالمغنّي هو الذي يُنشد بتمطيط وتكسّر، ويعمَ إلى تهييج المشاعر وتشويق النفوس، ويتعرّض لذكر الفواحش أحيانًا حتّى يستثير الغرائز الكامنة في نفوس البشر، وهذا النوع من الغناء متفق على أنّه حرام | أحاديث عن النساء — عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم عند إحدى أمهات المؤمنين فأرسلت أخرى بقصعة فيها طعام فضربت يد الرسول فسقطت القصعة فانكسرت فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الكسرتين فضم إحداهما إلى الأخرى فجعل يجمع فيها الطعام ويقول غارت أمكم كلوا فأكلوا فأمر حتى جاءت بقصعتها التي في بيتها فدفع القصعة الصحيحة إلى الرسول وترك المكسورة في بيت التي كسرتها ، وعن قالت: افتقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه فتحسست ثم رجعت فإذا هو راكع أو ساجد يقول سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت فقلت بأبي وأمي إنك لفي شأن وإني لفي آخر ، وقالت أيضاً: التمست رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدخلت يدي في شعره فقال قد جاءك شيطانك فقلت أما لك شيطان؟ قال: بلى، ولكن الله أعانني عليه فأسلم |
وعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: مَن كان له ثلاثُ بناتٍ أو ثلاثُ أخَوات، أو ابنتان أو أُختان، فأحسَن صُحبتَهنَّ واتَّقى اللهَ فيهنَّ َفلهُ الجنَّةَ رواه الترمذي.