قَالَ الْأَعْمَشُ : كَتَبَ أَنَسٌ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ : قَدْ خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ سِنِينَ ، وَإِنَّ الْحَجَّاجَ يُعَرِّضُ بِي حَوَكَةَ الْبَصْرَةِ ، فَقَالَ : يَا غُلَامُ ، اكْتُبْ إِلَى الْحَجَّاجِ : وَيْلَكَ قَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَصْلُحَ عَلَى يَدَيَّ أَحَدٌ ، فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي ، فَقُمْ إِلَى أَنَسٍ حَتَّى تَعْتَذِرَ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا أَتَاهُ الْكِتَابُ ، قَالَ لِلرَّسُولِ : أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ بِمَا هُنَا ؟ قَالَ : إِي وَاللَّهِ ؛ وَمَا كَانَ فِي وَجْهِهِ أَشَدُّ مِنْ هَذَا | وكان قد أوصى أن يصلي عليه ، فغسّله وصلى عليه، وقيل صلى عليه قطن بن مدرك الكلابي |
---|---|
أقرباء أخته: ابن أخيه: ابن أخته: الحياة العملية النسب النجاري الأنصاري - أنس بن النضر المتوفي سنة 3 هـ من من بني عدي بن النجار من الخزرج، لم يشهد مع النبي ، فحزن لذلك وقال : « غبت عن أول قتال قاتله رسول الله المشركين، لئن أشهدني الله عز وجل قتالا ليرين الله ما أصنع»، فشارك في ، ولما وجد فرار المسلمين بعد الهزيمة، قال: « اللهمَّ إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني قريش -»، ثم تقدَّمَ فاستقبله ، فقال: « يا الجنةُ ورب النضر، إني أجدُ ريحها دون »، فوُجد بعدها مقتولاً به بضعًا وثمانين ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، ومُثَّلَ بجثته، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه | وقال ثابت البناني : قال nindex |
ومهما كان حالُ أبيه من العلم ففي أعمامه وجَدِّه غناء، ويكفي مقامهم في العلم لتكون الأسرة من الأسر المشهورة بالعلم، كما كان أخو مالك وهو النضر بن أنس ملازماً للعلماء يتلقى عليهم ويأخذ عنهم.
28روجع بتاريخ 29 ابريل 2020م | وفاته : لقد توفي الصحابي الجليل أنس بن مالك بعد ان اصيب بمرض البهاق البرص ، و ضعف جسده … وقد توفي سنة 93 هجريا وهو ما يوافق سنة 712 ميلاديا في البصرة |
---|---|
وروى في صحيحه عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله : « يوشك أن يضرب الرجل أكباد الإبل في طلب العلم، فلا يجد عالماً أعلم من عالم المدينة» | قَالَ سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ : رَأَيْتُ عَلَى أَنَسٍ عِمَامَةً سَوْدَاءَ قَدْ أَرْخَاهَا مِنْ خَلْفِهِ |
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ : عَنْ أُمِّهِ : أَنَّهَا رَأَتْ أَنَسًا مُتَخَلِّقًا بِخَلُوقٍ ، وَكَانَ بِهِ بَرَصٌ ، فَسَمِعَنِي وَأَنَا أَقُولُ لِأَهْلِهِ : لَهَذَا أَجْلَدُ مِنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، وَهُوَ أَسَنُّ مِنْ سَهْلٍ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَعَا لِي.
قال : نعم ، وذلك واجب علىَّ وعلى كل مسلم ؛ لأنك عدو الله وعدو الإسلام ، تعز أعداء الله ، وتذل أولياءه | قلت : هو أكثر من ذلك |
---|---|
وقال: «الزهد في الدنيا طِيب المكسب وقِصَر الأمل» | وفاة أنس بن مالك بن مالك -رضي الله عنه- في البَصرة، سَنَةَ ثلاثٍ وتسعين للهجرةِ، وهذا ما ذهب إليه أكثرُ أهل العلم، فَهُم مُتَّفِقُونَ على وفاته بعد التِّسعين للهجرة، وتعدَّدت أقوالهم في تحديد السَّنةِ، فقيل: إحدى وتسعين، وقيل: اثنان وتسعون، والأصحُّ هو أنه تُوفّي سنة ثلاثٍ وتسعين للهجرة، وكان آخر مَن تُوفّيَ من الصَّحابة الكرام في مدينة البَصرة في العِراق، وكان عُمرُه مئةً وثلاث سنوات، وكانت وفاتهُ بقَصْرِهِ، ودُفن على بُعد فرسخين من البصرة، وكانت الناس في مرض موته تقول له: ألا ندعو لك طبيباً؟ فيقول: الطبيب أمرضني، وطلب منهم أن يُلقِّنوه الشَّهادةَ حتى تُوفّيَ وهو يَنطِقُ بها |
وقد التزم الإمامُ مالك في درسه الوقارَ والسكينةَ، والابتعادَ عن لغو القول وما لا يَحسن بمثله، وكان يرى ذلك لازماً لطالب العلم، يُروى أنه نصح بعض أولاد أخيه فقال: «تعلّم لذلك العلم الذي علمته السكينة والحلم والوقار»، وكان يقول: «حق على من طلب العلم أن يكون فيه وقار وسكينة وخشية، أن يكون متبعاً لآثار من مضى، وينبغي لأهل العلم أن يخلوا أنفسهم من المزاح، وبخاصة إذا ذكروا العلم»، وكان يقول: «من آداب العالم ألا يضحك إلا تبسماً».