ولما أخرجه الأثرم والحاكم عن عبد الله بن أبي ملكية أن عائشة أقبلت ذات يوم من المقابر فقلت لها يا أم المؤمنين من أين أقبلت؟ قالت: من قبر أخي عبد الرحمن بن أبي بكر، فقلت لها: أليس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور | وأضاف "علام"، أن الطهارة ليست شرطًا فى زيارة القبور وعليه فالمرأة الحائض يجوز لها أن تزور القبور والالتزام بآدابها |
---|---|
وأخذ العلماء من ذلك أن الزيارة للنساء محرمة؛ لأن اللعن لا يكون إلا على محرم، بل يدل على أنه من الكبائر؛ لأن العلماء ذكروا أن المعصية التي يكون فيها اللعن أو فيها وعيد تعتبر من الكبائر | فالصواب أن الزيارة من النساء للقبور محرمة لا مكروهة فقط؛ والسبب في ذلك والله أعلم: أنهن في الغالب قليلات الصبر، فقد يحصل منهن من النياحة ونحوها ما ينافي الصبر الواجب، وهن فتنة، فزيارتهن للقبور واتباعهن للجنائز قد يَفْتَتِنُ بهن الرجال وقد يَفْتَتِنَّ بالرجال، والشريعة الإسلامية الكاملة جاءت بسد الذرائع المفضية إلى الفساد والفتن، وذلك من رحمة الله بعباده |
وأضاف "علام"، أن الطهارة ليست شرطًا فى زيارة القبور وعليه فالمرأة الحائض يجوز لها أن تزور القبور والالتزام بآدابها.
15ثانيا : مما احتج به القائلون بالإباحة : ما رواه الحاكم 1392 ، ومن طريقه البيهقي 7207 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ : " أَنَّ عَائِشَةَ أَقْبَلَتْ ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الْمَقَابِرِ ، فَقُلْتُ لَهَا : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتِ ؟ قَالَتْ : مِنْ قَبْرِ أَخِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، فَقُلْتُ لَهَا : أَلَيْسَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، كَانَ قَدْ نَهَى ، ثُمَّ أُمِرَ بِزِيَارَتِهَا " | وأضاف أنه يشرط مع هذا التزام الآداب الشرعية الواجبة على المرأة أثناء الخروج، وعدم مزاحمة الرجال، أو إحداث أمر منهي عنه كالنواح، أو الاعتراض على قدر الله تعالى، ونسأل المولى-عز وجل- أن يرحم موتانا وموتى المسلمين أجمعين |
---|---|
وضعف الألباني هذه الرواية في "ضعيف الترمذي" | قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجوز للمرأة الحائض ، ولكن بشرط الالتزام بالآداب الشرعية |
فالحديث يُشير صراحةً إلى أنّ يشعر بأهله وهم يدفنونه، ثمّ يسمع خطوات أقدامهم وهم ينصرفون عنه.
20ويستدل على جواز الزيارة بما في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عائشة رضي الله عنها: أن جبريل قال له: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم | فتوجيهه كما قال القرطبي: اللعن المذكور في الحديث إنما هو للمكثرات من الزيارة لما تقتضيه الصيغة من المبالغة |
---|---|
وأجاب الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن الشرع الحنيف أجاز لنا زيارة القبور، لقول النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: "كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها" والجواز هنا للمرأة والرجل | الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالراجح من كلام أهل العلم أن مشي النساء وراء الجنازة وحضورهن الدفن مكروه لا حرام |
الحُرمة حُرمة زيارة القبور للنساء هو أحد قولَي الحنفيّة والمالكيّة، وقولٌ ضعيفٌ عند الشافعيّة، وأحد أقوال الحنابلة، وإليه ذهب ابن تيمية، وقد استدلَّ القائلون بحرمة للنساء بعدد من الأدلّة، منها ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- وصحّحه الترمذيّ، وفيه: أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- لعنَ زوَّاراتِ القبورِ ، ومنها كذلك ما رواه ابن عباس -رضي الله عنه- حيث قال: لعَن رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- زائراتِ القبورِ، والمتَّخذاتِ عليها المساجدَ والسُّرجَ.
27