ومنها أيضا قوله تعالى : قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ | ما المراد بـ سددوا؟ وقال ابن رجب رحمه الله في معنى «سددوا وقاربوا»: المراد بالتسديد: العمل بالسداد، وهو القصد، والتوسط في العبادة فلا يقصر فيما أمر به، ولا يتحمل منها ما لا يطيقه، إن أحب الأعمال إلى الله ما كان على وجه السداد والاقتصاد والتيسير، دون ما كان على وجه التكلف والاجتهاد والتعسير |
---|---|
ولکن هذا التفسیر مع عدم موافقته لظاهر آیة الأنفال، مخالف لما مرّ من کلماتهم المختلفة فی هذا الباب، نعم یمکن أن یکون أحد الأقوال فی المسألة | مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ |
.
28حَنِيفاً وفي قَرْن الضحى يَتنصّرُ أي : الحِرْباء تستقبل القِبْلة بالعشيّ ، والمَشْرِقَ بالغداة ، وهو قِبلة النصارى | ومثل السبط الحافد، وكان الحسن والحسين سِبْطَي رسولِ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، والأسباط حفدة يعقوب ذَرارِي أبنائه الاثنَي عشر |
---|---|
المذهب الحنفي هو أوسع المذاهب انتشاراً، وأكثرها أتباعاً، وبناءً على ذلك فقد كثرت مصنفاته ما بين متون ومختصرات، وشروح ومطولات، وحواشٍ وتعليقات، وفتاوى ومنظومات | الخامس: الاختلاف بالتقديم والتأخير، كقوله تعالى في آل عمران وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا قرئ بتقديم وقاتلوا وتأخير وقتلوا وقرئ بتقديم وقتلوا وتأخير وقاتلوا |
وذلك اقتداء بإبراهيم الخليل اوّل الحنفاء وسيد الحنفيين ورأس الحنيفية.
23وقوله تعالى في الأنفال: وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ قرئ يكن بياء التذكير وتاء التأنيث | ومما يصوّر لنا الجمود الذي كان سمة لتلك المرحلة؛ أن الذي بلغ رتبة لا يسعه الخروج عن أقوال المذهب إلا للضرورة، وإن كان ما توصَّل إليه باجتهاده أقوى دليلاً من سائر أقوال المذهب؛ يقول الإمام معلقاً على المقولة المأثورة عن الإمام : "إذا صح الحديث فهو مذهبي": « ينبغي تقييد ذلك بما إذا وافق قولاً في المذهب؛ إذ لم يأذنوا في الاجتهاد فيما خرج عن المذهب بالكلية؛ مما اتفق عليه أئمتنا؛ لأن اجتهادهم أقوى من اجتهاده» |
---|---|
والحَنَف : المَيْل ؛ ومنه رِجْلٌ حَنْفاء ، ورَجُل أَحنف ، وهو الذي تميل قدماه كل واحدة منهما إلى أختها بأصابعها | وفي هذا الحديث العديد من المعاني التي تغيب عن الكثيرين ويترتب عليها أسلوب العبد في عبادته بربه مثل كلمة سددوا |
قال سهل: هذا علم أبي حنيفة رحمه الله، علم العامة".
12