ووجه الحكمة في تقليل في أعين هو أنهم إذا رأوهم قليلاً أقدموا على قتالهم غير خائفين ولا مبالين بهم، ولا آخذين الحذر منهم، فلا يقاتلون بجد واستعداد ويقظة وتحرز، ثم إذا ما التحموا بالقتال فعلاً تفجؤهم الكثرة فيبهتون ويهابون، وتُكسَر شوكتهم حين يرون ما لم يكن في حسابهم وتقديرهم، فيكون ذلك من أسباب خذلانهم وانتصار عليهم لقد ابتكر الرسول في قتاله مع أعدائه يوم بدر أسلوبًا جديدًا في مقاتلة الأعداء، لم يكن معروفًا من قبلُ عند ، فقاتل بنظام الصفوف، وهذا الأسلوب أشار إليه في في هذه الآية: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ، وصفة هذا الأسلوب: أن يكون المقاتلون على هيئة صفوف ، وتقل هذه الصفوف أو تكثر تبعًا لقلة المقاتلين أو كثرتهم، وتكون الصفوف الأولى من أصحاب الرماح لصد هجمات الفرسان، وتكون الصفوف التي خلفها من أصحاب النبال، لتسديدها من المهاجمين على الأعداء، واتبع الرسولُ أسلوب الدفاع ولم يهاجم قوة ، وكانت توجيهاته التكتيكية التي نفذها جنوده سببًا في زعزعة مركز العدو، وإضعاف نفسيته، وبذلك تحقق النصر على العدو برغم تفوقه | من الذين أذنَ له النبي -عليه الصلاة والسلام- بالخروج إلى بدر؟ لقد ظنّ كثيرٌ من الصحابة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يبغي ، وإنّما يريد فقط عير أبي سفيان، لهذا فكثرٌ منهم لم يخرجوا في المعركة، وكان عدد المسلمين الذين خرجوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تلك المعركة ثلاثمئة رجل وبضعة عشر، ولم يأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالخروج إلا لمن كان ظهره حاضرًا، بمعنى أنّ خيله حاضرة |
---|---|
متى حدثت غزوة بدر الكبرى ومن انتصر؟ حدث هذا الغزو في اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك ، عندما أوقف المسلمون القافلة من بلاد الشام إلى كفار قريش في مكة والمدينة ، ولكن هناك هجوم عاجل ورغبة في الهجوم من جانبهم | واستفتح في ذلك اليوم فقال: «اللهم أقطعُنا للرحم، وآتانا بما لا نعرفه، فأحنه الغداة، اللهم أينا كان أحب إليك وأرضى عندك فانصره اليوم»، فنزلت في ذلك الآية: إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ |
رغم هذه الانتصارات يصر الكفار على العناد والكفر.
2حيث فر من ساحة المعركة عندما رأى تتنزل لنصرة المؤمنين كما سيأتي | تاريخ وقوع هذه الغزوة أما تاريخ وقوع هذه الغزوة فقد كان صباح يوم 17 سنة 2 ، حيث بدأ القتال بين المسلمين و بعد زحف الكفار نحو مواقع المسلمين ، و استمر القتال حتى ظهر ذلك اليوم ، و عنده كتب الله النصر للمسلمين بعد أن سقط من الكفار 70 قتيلاً و أُسر منهم 70 ، و انجلت الغبرة بهزيمة الأعداء و فرارهم |
---|---|
ثم بدأ الرسول بإصدار الأوامر والتوجيهات لجنده، ومنها أنه أمرهم برمي الأعداء إذا اقتربوا منهم، وليس وهم على بعد كبير، فقد قال: « إن دنا القوم منكم فانضحوهم بالنبل»، كما نهى عن سل السيوف إلى أن تتداخل الصفوف، قال: « ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم»، كما أمر الصحابةَ بالاقتصاد في الرمي، قال: « واسْتَبْقُوا نَبْلَكم» | وأمَّا المولى فأمسكوا به، فلمَّا التقى به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حاول أن يستطلع منه عن عدد المقاتلين فأبى عليه ولم يُخبره، فسأله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن عدد الإبل الجزور التي يذبحونها كل يوم، فقال لهم عشر، فعلم النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّ عددهم ألفًا؛ لكل مئة منهم جزوًا |
كثير من الناس يحققون في وقت وقوع معركة بدر التي انتصر فيها المسلمون وعانى المشركون من هزيمة كبيرة.
13