ولا شك في أن مهارات التفكير بأنواعها ومستوياتها المختلفة تمثل وضعاً مركزياً في علم النفس المعرفي المعاصر، والتربية الحديثة لأنها تشكل إحدى الظواهر الأكثر أهمية وضرورة لدى المتعلمين، حيث تنطوي نشاطات الإنسان اليومية على الكثير من المواقف التعليمية التعلمية المهمة، ونظراً للاهتمام المتزايد والمتنامي من قبل المهتمين من الباحثين والقائمين على شئون التعليم بالتركيز على التربية السيكولوجية للمتعلمين من خلال تأصيل القدرة على مهارات التفكير بمستوياتها المختلفة | الأمر الذي جعلها تفكر في وسيلة سريعة للاستلاب وهي الانتشار عبر الصحف والمجلات والمنشورات السرية وغير السرية والخطابة بالمساجد غير متطرقين في بداية الأمر إلى شئون السياسة وإحداثياتها، بل الاقتصار على الشأن الديني المتعلق بالبدع والانحلال الأخلاقي |
---|---|
فنحن نقر ونجزم اعترافا بأن أولئك المبتعثين للخارج في مجالات وفروع العلوم الأساسية ذهبوا وجاءوا إلى بلادنا العربية بشهادة الدكتوراه في العلوم فقط دون أن يأتوا بعلوم الغرب بدليل عدمية التطبيق، وما ذكره فضيلة الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، بعد حديثه عن تجديد الخطاب الديني موجها كلامه لرئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد عثمان الخشت وهو يجدد أحزاننا بشأن المشهد العلمي الخاص بكليات العلوم والصيدلة ليس ببعيد عن الذاكرة بأننا لم نفلح في إنتاج ما هو نافع ووظيفي لبيئاتنا العربية الخالصة | ورغم هذا الانشقاق الذي كان من دوره فتح آفاق جديدة لدى الجماعة لتدشين مشروع نهضوي تنويري يخدم مصر كلها وليس الجماعة وحدها إلا أن هذا لم يحدث، بل ولم يفكر أحد بصورة جدية وجادة في صياغة ملامح أولية لمشروع إسلامي كبير |
وهذا الخروج غير الشرعي على ثقافة السمع والطاعة قد كسر قاعدة الراديكالية الصارمة داخل الجماعة، والأغرب أن نائب المرشد العام للجماعة آنذاك مأمون الهضيبي أعلن أن الإخوان لم يطلبوا إنشاء حزب سياسي، وأن الذين ذهبوا لإنشاء حزب تصرفوا من أنفسهم، وفي الوقت نفسه أعلن المرشد العام مشهور استياءه العام من تصرف مستقل لا يعبر عن رأي الجماعة، وأعلن عن هذا صراحة بقوله "الموضوع باختصار يتلخص في أن بعض شباب الإخوان كانوا قد فهموا خطأ موافقة الجماعة على تأسيس حزب وتصرفوا من تلقاء أنفسهم دون استشارة الجماعة، وأعدوا برنامجاً وجمعوا توكيلات من خلف القيادة وقدموا الأوراق إلى لجنة شئون الأحزاب، وكان ذلك بمثابة مفاجأة للإخوان، فكان القرار ألا شأن لنا بهذا الحزب".
وتأسيساً على ما سبق فإن السبيل لزيادة وعي الطلاب بالمهارات اللغوية هو إكسابهم القدرة على استخدام استراتيجيات تحديد الغرض مما يتعلمونه، وكيفية تنشيط وتوظيف المعرفة السابقة في مواقف التعلم الحالي، وتركيز الانتباه على النقاط والعناصر البارزة في المادة اللغوية المتعلمة، وممارسة أساليب التقييم للأفكار والمعاني، ومراقبة النشاطات الذهنية واللغوية المستخدمة للتحقق من مدى بلوغ الهدف | ومن هذه الاستراتيجيات ما وراء المعرفة التي تدور حول وعي الفرد بما يقوم به من مهارات وعمليات في أثناء التفكير بغية تحسين الذاكرة ومراقبة عمليات التعلم وضبطها |
---|---|
وفي هذا الصدد أؤكد مرة أخرى بأنه من غير المنطقي قبول المراجعات التي قدمها قيادات وأمراء هذه التيارات التكفيرية التي اعتادت إباحة قتل المواطنين وإطلاق فتاوى تكفير المجتمع وإعلان ضلالته وفسوقه، ومن غير المنطقي أن نصدق ان ثمة أقوال أو كتابات أصدرها قيادات الجماعات المتطرفة زاعمة بأنها كانت على جهل وهي الآن في صواب من أمرها، لأنها مارست لسنوات طويلة وبعيدة أعمال القهر والاستبعاد الاجتماعي صوب كل طوائف المجتمع | وحشية الحاكم بأمر الله وبطشه المستدام وعدم رأفته بالصغير والكبير، واضطراب معاملته وتسامحه مع اليهود والنصارى تجاوزت إلى مساحات أخرى في حياته يمكن توصيفها بالاضطراب النفسي والعقد الكامنة، هذا الاضطراب رغم معاناة اللفظة كان مدعاة للسخرية والتندر حتى وقتنا الراهن، فالحاكم أولا منع الجعة وصادر الخمور وأتلف أشجار الكروم، وهي أمور أسعدت المصريين المتدينين، لكنه في الوقت نفسه أحدث أمورا أخرى عجيبة ومدهشة |
ويضيف أننا لم نحسن حتى استعارة العلم من هناك، بل ولا نستطيع أن نستعير من الغرب الأوروبي وأميركا ما هي في حاجة إليه أو جزءا موفورا مما هي في حاجة إليه.