وهكذا، حتى لا يبقى من الإنسان شيء يستره عن نفسه لم يعفُ الله عنه في إلا فضحته أعضاؤه به، ولكن باب التوبة لا يزال مفتوحًا، فالعاقل من بادر إلى التوبة قبل الهوان والافتضاح، وقبل أن يلقي اللوم على أعضائه كأولئك المجرمين، الذين يقولون لجلودهم: لم شهدتم علينا؟! وبعد ذلك يحصل الأمر الغريب، يخاطب المرء جوارحه إنـتـبـه تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ! وهكذا كل متكبر مهما كان نوعه، سواء أكان كبره بجاهه، أم منصبه، أم كان بجسمه وصورته، أم بماله وقوته، أم بعلمه وعبادته، بل الأخير يعاقب على كبره وبالإضافة إلى ذلك يحبط عمله الصالح، فيجتمع عليه الشر ولا يبقى له خير، كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلاً قال: " والله لا يغفر الله لفلان | إنما هي مخصصة لمن يقذفون المؤمنات ولمن عبدوا الشياطين من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون ولأعداء الله |
---|---|
أَلْسِنَتُهُمْ} فهذه شهادة بالألسن بعدما تنطق الجلود والجوارح ولا يبقى للإنكار موضع -والله المستعان-، فيقر ويعترف | والإنسان المؤمن يتفكر في هذا اليوم، الذي لا ينفعه فيه شيء إلا العمل الصالح الذي عمله في الدنيا، وفي الدنيا قد يلتمس الإنسان لنفسه الأعذار، فإذا جاء يوم القيامة لم تعذره نفسه، ونطقت عليه بما كان يصنع، لذلك العبد المؤمن عليه أن يعرف أنه مهما دافع عن نفسه وعن أعضائه في الدنيا فإنها ستشهد عليه يوم القيامة، فعليه أن يعمل في الدنيا العمل الصالح الذي ينتفع به يوم القيامة |
Это означает, что Аллах отдаляет этих грешников от Своей милости и обрекает их на ужасные страдания, которые начнутся для них в День воскресения.
عن أبي هريرة رضي الله عنه | فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " |
---|---|
{ { وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ} } أي: وما كنتم تختفون عن شهادة أعضائكم عليكم، ولا تحاذرون من ذلك | { { وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ }} بإقدامكم على المعاصي { { أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ } } فلذلك صدر منكم ما صدر، وهذا الظن، صار سبب هلاكهم وشقائهم ولهذا قال: { { وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ} } الظن السيئ، حيث ظننتم به، ما لا يليق بجلاله |
.
13لم أود أن أطيل وأشرح في الكلمات أو أضع تفسير الآيات ، ولكن أحببت أن تشاركوني بذكر بعض التوجيهات | اللهم ارزقنا سبيل التوبة والهداية، واعصمنا من سبل الشقاء والضلالة، وأعذنا من شر أنفسنا وأهوائنا، ومن شرور الشياطين وأذنابهم، وباعدنا عن منكرات الأخلاق والأعمال والرياء، اللهم تب على التائبين، واعف عن العصاة المذنبين، وثبت عبادك المهتدين، وجملهم بالإخلاص والتواضع واللين للمؤمنين، والغلظة على الكافرين |
---|---|
وأسمع من تلك الديار نداكم ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا | شهادة الأيدي والأرجل والألسنة والجلود والسمع والبصر يوم موقع هدى القرآن الإلكتروني |
.
17