من قراءة ، وذكر وعلم ، وأمر بمعروف ونهي عن منكر | |
---|---|
إن الإحسان هو الأمارة الدالة على الفوز والنجاة | التي تجعل الأمل في الإنسانية بصورة أكثر إشراقا رغم كل المصاعب والمشاكل والكوارث التي عرفتها البشرية |
قال ابن عطية: وهذا حسن على جهة المثال؛ إذ هُم الخَدَمَة فهم يذنبون كثيرا والقدرة عليهم متيسرة، وإنفاذ العقوبة سهل؛ فلذلك مثل هذا المفسَّر به.
17فلم يذهب إحسانه سدى، فكل إحسان يفعله العبد حتى فيمن لا يستحقون لابد أن يكافئه عليه الله تعالى: { هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} الرحمن:60 فاصنع المعروف في أهله وفي غير أهله، فإن صادف أهله فهو أهله، وإن لم يصادف أهله فأنت أهله | واختلف في معنى فقال أبو العالية والكلبي والزجاج: يريد عن المماليك |
---|---|
ولذا فقد كان سيد الدعاة وإمامهم محمد صلى الله عليه وسلم متمثلاً لهذا الجانب، ومتصفاً بتلك الصفة، تقول خديجة - رضي الله عنها - في وصفه عليه الصلاة والسلام: "إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" | والإحسان ذروة الأعمال، وهو أن تقدم الفعل من غير عوض سابق، بل يساء إليك ولا يسعك إلا أن تقدم الإحسان، كما فعل يوسف الصديق عليه السلام { يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} يوسف: 46-48 فعاملهم بالإحسان فلم يعبر لهم الرؤيا فقط بل أعطاهم الحَل معه { فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ} |
هذا يلعن قرينه، وهذا يلعن الأمة الأولى التي كان يدافع عنها ويقدسها، وهذا يبحث أين هم {نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا} هذا نفس الشيء.
18· قال الشيخ السعدي رحمه الله : وهذا يشمل جميع أنواع الإحسان، لأنه لم يقيده بشيء دون شيء | فبيَّن صلى الله عليه وسلم أن الإحسان على مرتبتين متفاوتتين : أعلاهما عبادة الله كأنك تراه، وهذا «مقام المشاهدة»، وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه حيث يتنور القلب بالإيمان وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان، وهذا هو حقيقة مقام الإحسان |
---|---|
قال لها: قد فعلت، فقالت: اعمل بما بعده | إنّ الإنسان إما أنه مع عقله أو مع شهوته، إما يسعى أنه لآخرته أو لدنياه، فالسعيد من سعى لآخرته، ومن كان مع ربِّه |
فالمحسنين هم من يعبدو الله كانهم يروه ومن المحسنين من يتكفل بأسر كاملة ليرعاها في الازمات وغيره ومن يتكفل باليتامي والمساكين ويطيع أمر الله دائما.
5