قبل العصر الأمويِّ كان بسيطًا جدًّا، ولم يتسم بالكثير من المعالم والمميزات، ولم تبدأ باكتساب نمط مختلف أكثر تعقيدًا حتى العهد الأموي، غير أن العمارة الأموية جاءت متأثرة كثيرًا، وشديدة الشبه التي كانت سائدة قبلها في ، بل إنها استنسخت تقريبًا معالم الفن المعماريّ البيزنطي في كثير من الأحيان، دون تغيير كبير، أو إضفاء صبغة مميزة عليه | قامت -داخليًّا- الكثير من القلاقل في بداية عهد معاوية بن أبي سفيان؛ حيث حاولَ الخوارج أن يثوروا من جديد على الخلافة، ولذلك قاتلهم معاوية، وبحلول عام 45هـ نجحَ في إخماد ثورتهم، وعادَ الاستقرار الداخليُّ إلى الدولة، وظلَّ الوضع كذلك حتى وفاة معاوية في شهر رجب، سنة 60هـ، شهر أبريل سنة 680 م |
---|---|
أخذ معاوية عن البيزنطيين بعض مظاهر الحكم والإدارة؛ إذ جعل الخلافة وراثيَّة عندما عهد لابنه بولاية العهد، واتخذ عرشًا وحراسًا، وأحاط نفسه بأبَّهة الملك، وبنى له مقصورة خاصَّة في المسجد، كما أنشأ ديوان الخاتم ونظام البريد | ذروة اتساع الدولة رسم سنة 112 هـ، التي حسمت التوغل الإسلامي في بلاد الفرنجة بالعهد الأموي |
وقد كان من الظواهر المهمة في العصر الأموي أن أصبحَ غير المسلمين يرتدون ملابس العرب الفاخرة، حتى جاء عهد عمرَ بنِ عبد العزيز الذي حَرّم على أهل الذمة ارتداء لباس الرأس العربي، ومنه العمامة والعصب والطيلسان والملابس العسكرية العربية والأردية الخاصة مثل القبعة، وكان على هؤلاء أن يرتدوا حزامًا متميزًا يسمى المِنْطَق وأحيانًا الزُنّار.
7وارى جثمان معاوية بن أبي سفيان تراب باب الجابية وباب الصغير في عاصمة الدولة الأموية، ويقال بأنه عند وفاته كان قد مضى على ولايته أكثر من 20 سنة | وقد أنهكت هذه الثورات المتتالية مروان؛ فأخذ يَتنقل من منطقة إلى أخرى يُحاول السيطرة على الدولة ومنْعَها من الانهيار، ولكنه تفاجأ، وهو غارق في صراعاته الداخلية يَقمعها واحدًا تلو الآخر، يأتي من المشرق، فيكتسح خراسان ، فسار إليهم ووقعت في شهر جمادى الآخرة، سنة 132هـ، 750م ، وقد كانت هذه المعركة هي نهايةَ الدولة الأموية وسُقوطها، وقُتلَ مروان بعدها ببضعة شهور |
---|---|
بعد وفاة يزيد اضطربت الأمور؛ فطالب بالخلافة، ثم تمكن من هزيمته وقتله في مكة سنة 73 هـ، فاستقرت الدولة مجددا | معاوية بن أبي سفيان هو أبو عبد الرحمن معاوبة بن أبي سفيان الأُموي القرشي، واحد من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الذين طعن الكثيرون في سيرته الشريفة وسمو أخلاقه، وُلد في مكة المكرمة وكان من أوائل من أسلموا واتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد كان له شأن لدى الخُلفاء الراشدين حيث وضعوه في عدد من المناصب في الجيش وفي ولاية بعض الإمارات الإسلامية منذ تولي أبو بكر الصديق رضي الله عنه وحتى خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه |
كما أرسل سنة 49 هـ وقيل أيضاً سنة 50 هـ، أي 669 أو 670 م حملته الأولى لفتح القسطنطينية، وكانت بقيادة الأزديّ، لكنها فشلت، ثم حل الشتاء وصعبت ظروف القتال، وفي آخر الأمر عادت خاسرة إلى الشام، وقُتل فيها الكثير من المسلمين بينهم الصحابيّ.
23