تطرّقت سورة الملك لعدّة مضامين رئيسيةٍ، وفيما يأتي التعريج على تفسيرٍ مجملٍ لسورة الملك: ذكر جانبٍ من مظاهر عظمة الله -تعالى- وقدرته | فَكَذَّبَ وَعَصَى 21 فَكَذَّبَ وَعَصَى أَيْ فَكَذَّبَ بِالْحَقِّ وَخَالَفَ مَا أَمَرَهُ بِهِ مِنْ الطَّاعَة وَحَاصِله أَنَّهُ كَفَرَ قَلْبه فَلَمْ يَنْفَعِل لِمُوسَى بِبَاطِنِهِ وَلَا بِظَاهِرِهِ وَعِلْمه بِأَنَّ مَا جَاءَ بِهِ حَقّ لَا يَلْزَم مِنْهُ أَنَّهُ مُؤْمِن بِهِ لِأَنَّ الْمَعْرِفَة عِلْم الْقَلْب وَالْإِيمَان عَمَله وَهُوَ الِانْقِيَاد لِلْحَقِّ وَالْخُضُوع لَهُ |
---|---|
{ وَءاثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا 38 } أي انهمكَ فيها باتباع الشهواتِ والركونِ إليها وترك الاستعداد للآخرة | يقسم تعالى بالخيل إذا أجريت في سبيله فعدت وضبحت ، وهو : الصوت الذي يسمع من الفرس حين تعدو |
ويصفهم الله بأنهم يخلقون شرارات من النار في الأرض لشدة ركضهم وسرعتهم.
وبعد أن أشار إلى عظم خلق السموات إجمالا شرع يبين ذلك تفصيلا فقال: بَناها | الإيضاح يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها؟ أي يسألك أيها الرسول هؤلاء المكذبون بالبعث عن الساعة التي تبعث فيها الموتى من قبورهم، متى قيامها وظهورها؟ فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها أي ما هذه الذكرى الدائمة لها، وما هذا الاهتمام الذي جعلك لا تألو جهدا في السؤال عنها؟ |
---|---|
{ فَتَخْشَى } الله إذا علمت الصراط المستقيم، فامتنع فرعون مما دعاه إليه موسى | ثم فسر التمهيد بما لا بد منه في تأتى سكناها من أمر المآكل والمشارب وإمكان القرار عليها فقال: أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها أي فجّر منها العيون والينابيع والأنهار، وأنبت فيها النبات سواء أكان قوتا لبنى آدم كالحب والثمر، أم قوتا للأنعام والماشية كالعشب والحشيش |
وترجف: أي تضطرب وتتحرك، والراجفة: الأرض بمن عليها، والرادفة: السماء وما فيها تردفها وتتبعها، فإنها تنشق وتنثر كواكبها، الواجفة: أي الشديدة الاضطراب خاشعة: أي ذليلة، الحافرة: الحياة الأولى، أي الحياة بعد الموت وقد ظنوها حياتهم الأولى، يقال رجع في حافرته: أي في طريقه التي جاء فيها، والنخرة: البالية الجوفاء التي تمر فيها الرياح، والكرّة: الرجعة من الكرّ، وهو الرجوع، والخاسرة: هي التي يخسر أصحابها ولا يربحون، والزجرة: الصيحة، والمراد بها النفخة الثانية يبعث بها الأموات، والساهرة: الأرض البيضاء المستوية، لأن السراب يجرى فيها، وسميت بذلك لأن شدة الخوف التي تعترى من عليها تطير النوم من أعينهم فلا يذوقون نوما، فهي ساهرة: أي ساهر من عليها.
11