اسلوب القسم. أسلوب القسم مع الإعراب

يعرف الحسين بن محمد بن المفضل، أبو القاسم الأصفهاني القَسَمَ بِمعنى اليَمينِ، وأن أَصلُهُ مِن القَسامَةِ، وهِيَ أَيمانٌ تُقسَمُ علَى أَولِياءِ القَتِيلِ إذا ادَّعُوا علَى رَجُلٍ أنَّهُ قَتَلَ صاحِبَهُم، ومَعَهُم دَلِيلٌ دُونَ البَيِّنة، فيَحلِفُونَ خَمسِينَ يَميناً تُقسَمُ علَيهِم، ثمَّ صارَ اسمٌ لِكلِّ حَلفٍ، فَكأَنَّهُ أي: القَسَمُ كانَ في الأَصلِ تَقسيمَ أيمانٍ، ثمَّ صارَ يُستَعمَلُ في الحَلْفِ نفسه والأيمانِ إلا ان القسم على هذه الطريق يقل فلا يلتفت إليه " غير أننا لا نجد في كلامه 7 في النهج سوى القسم الذي يلتفت إليه فلم يقسم الإمام 7 إلا بما هو معظم، فأقسم 7 بـ الله و الله العظيم و أيم الله و لعمر الله ، وما يكنى به عن الله تعالى نحو: الذي فلق الحبة وبرأ النسمة و الذي بعثه بالحق و الذي نفسي بيده وغيرها من الأقسام العظيمة التي سنفصل القول فيها مع الأمثلة عند حديثنا عن جملة القسم الاسمية
وفي كلام الإمام 7 في نهج البلاغة نجد القسم بنوعيه، أما القسم المحذوف الذي دلنا عليه اللام والنون في الفعل المضارع فقد ورد في أربعة مواضع نحو قوله 7: " لأنسبن الإسلام بنسبة لم ينسبها احد قبلي نزل القرآن الكريم للناس كافة، ووقف الناس منه مواقف متباينة ومتخالفة؛ فمنهم مهتد موقن، ومنهم ضال منكر، ومنهم مصدق موافق، ومنهم مكذب مخاصم

منشورات أسوة، مطبعة أسوة، ط2،1425 هـ.

21
الجملة التي تمثل أسلوب القسم
القسم بـ لعمر الله 5 53، 106، 259، 397، 522
أسلوب القسم في القرآن
شرح مبسط لأسلوب القسم
بـ : حرف جرمبني لا محل له من الإعراب
أدواته أَدواتُ القَسَمِ الَّتي تَنُوبُ عنِ الفِعلِ، هِيَ: الباءُ والواوُ والتَّاءُ، وقد يُكتَفَى بِحرفِ الجرِّ، وما أُقسِمَ بِهِ، ويُحذَفُ الفِعلُ الدَّالُّ علَى القَسَمِ، ويُسمَّى حرفُ الجرِّ هُنا حَرفَ قَسمٍ
والله: الواو حرف قسم وجر، والله لفظ الجلالة اسم مجرور بالواو وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف وجوبًا، سأذهبُ السين للاستقبال وأذهب فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا، إلى حرف جر والاحتفال اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، و متعلقان بالفعل سأذهب، وجملة سأذهب جملة جواب القسم لا محلّ لها من الإعراب الإسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الإقرار، والإقرار هو الأداء، والأداء هو العمل الصالح " وأما القسم الذي دلنا عليه لفظ لقد وحده، فقد ورد في ستة وثلاثين موضعا نحو قوله 7: " لقد رأيت أصحاب محمد 6 فما أرى أحدا يشبههم منكم " وأما الذي دلنا عليه لفظ لئن فقد ورد في أربعة عشر موضعاً نحو قوله 7 في كتابه إلى المنذر بن الجارود: "ولئن كان ما بلغني عنك لجمل اهلك وشسع نعلك خير منك " وباقي المواضع - كلها - ورد القسم فيها ظاهرا

وتقاسم القوم: تحالفوا" اصــــطـــلاحـاً:- هو "جملة يؤكد بها جملة أخرى كلتاهما خبرية" ولا شك أن هذا التعريف ليس جامعاً مانعاً؛ إذ قد يكون جواب القسم إنشائيا، و الغرض المقصود ليس التوكيد فحسب، بل هو متعدد لتعدد أنواع القسم، كما سيأتي في أغراض القسم وأنواعه.

25
أسلوب القسم
تركت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل
مفهوم أسلوب القسم وعناصره
أولا: الجملة الاسمية تؤكد الجملة الاسمية المثبتة بـ إن أو اللام وحدها أو إن واللام مثال:- والله إن الحياة كفاح — تالله لشاهد الزور آثم — والله إن الحياة لكفاح أما الجملة الاسمية المنفية فلا تؤكد مثال: — والله لا تفوق بلا جهد
من أمثلة أسلوب القسم
أما إذا كان الجواب جملة فعلية غير مثبتة "منفية" فإنها لا تؤكد، نحو: واللهِ لا أجلس
عبد الأمير الورد، عالم الكتب بيروت، ط1، 1985م إعراب الحروف إذا كان القسمُ مبنيًّا على الأحرف الّتي تدلّ على القسم عادةً، وهي الباء والواو والتاء فإنَّ هذه الأحرف تكون حروف جر وقسم، والمقسم به يُعرب اسمًا مجرورًا، ويُعلَّق الجار والمجرور بفعل القسم المحذوف جوازًا مع الباء، ووجوبًا مع التَّاء والواو، وذلكَ لأنَّه يجوز إظهار فعل القسم مع الباء، ولا يجوز إظهاره مع التَّاء أو الواو، مثلًا نقول: باللهِ سأحبُّ العلمَ أو أقسم باللهِ أحبُّ العلمَ، وتالله لأجزينَّ المعروفَ بالمعروفِ، وواللهِ سأذهبُ إلى الاحتفالِ
أقسمُ : فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا الاترى انك تقول: لئن أتيتني لا افعل ذاك لأنها لام قسم ولا يحسن في الكلام لئن تأتني لا افعل لان الآخر لا يكون جزما " فسيبويه يرى وجوب ان يكون الجواب للقسم اذا تقدم على الشرط، ويحذف جواب الثاني لدلالة الأول عليه لكن ابن مالك في ألفيته يقول: " وربما رجح بعد القسم شرط بلا ذي خبر مقدم " ويعلل الرضي ذلك بقوله: "وجاز قليلا بالنظر إلى ضعف القسم في نفسه ان يرجح الشرط فيعتبر لأجل كونه اقرب إلى الجواب ويلغى القسم " ومثلوا لذلك بالبيت: لئن كان ما حدثته اليوم صادقا أصم في نهار القيظ للشمس باديا وعلق ابن هشام على البيت المتقدم قائلا: "ضرورة، أو اللام زائدة " وعلق عليه الاشموني قائلا: " ومنع الجمهور ذلك، وتأولوا ما ورد على جعل اللام زائدة " أما في كلام الإمام 7 في نهج البلاغة فقد تقدم القسم على الشرط في اثنين وأربعين موضعا، وكان الجواب فيها للقسم، إلا في سبعة مواضع كان الجواب فيها للشرط دون القسم، وهذا يردّ كلام من وصف هذه الظاهرة بالقليلة أو الشاذة أو المحتملة لتأويل آخر أو ضرورة

اللام في لأفعلنَّ واقعة في جواب القسم، وأفعلنّ فعل مضارع مبني على الفتحة لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا والنون حرف لا محل له من الإعراب، وما مصدريَّة زمانيّة، وبزغت فعل ماض مبني على الفتح لاتصاله بتاء التأنيث الساكنة وتاء التأنيث حرف لا محلّ له من الإعراب والمصدر المؤول من ما وما بعدها منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بالفعل أفعلنّ، والشمس فاعل بزغت مرفوع وعلامة رفع الضمة الظّاهرة على آخره، وجملة لأفعلنّ جملة جواب القسم لا محلَّ من الإعراب.

26
الجملة التي تمثل أسلوب القسم
ثانيًا: الجملة الفعلية — إذا كانت الجملة الفعلية مثبتة، وفعلها ماضٍ، فإنها تُؤكد بـ قد وحدها أو بـ اللام وقد معًا مثال: والله قد ذاكرت، والله لقد ذاكرت — إذا كانت الجملة الفعلية مثبتة وفعلها مضارع دالٍ على الاستقبال متصل بلام القسم، فإنها تُؤكد بـ نون التوكيد مثال: يمين الله لتعودن القدس — إذا كانت الجملة الفعلية منفية، فإنها لا تُؤكد مثال: أقسم لن أصادق الأشرار
الجملة التي تمثل أسلوب القسم
وجملة جواب القسم لا محل لها من الاعراب
أسلوب القسم
وقد يرد القَسَم في القرآن الكريم بقصد بيان عظمة المقسم به، كـ القَسَم بالله، و القَسَم بالنبي صلى الله عليه وسلم