فرحمته وخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله: يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة ؟ قلت: يا رسول الله شكا حاجة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله | وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود، ثم تعود |
---|---|
وعن ابن عمر عن عمر بن الخطاب أنه خرج ذات يوم إلى الناس وهم سماطات فقال: أيكم يخبرني بأعظم آية في القرآن فقال ابن مسعود على الخبير سقطت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: أعظم آية في القرآن "الله لا إله إلا هو الحي القيوم" |
قال: قلت له ناولني يدك قال فناولني يده فإذا يد كلب وشعر كلب فقلت هكذا خلق الجن؟ قال لقد علمت الجن ما فيهم أشد مني.
25والعرش ليس هو المُلْك وليس هو الكرسي | ثمّ تعرّج الآية إلى مظهرٍ آخر من مظاهر العظمة والقدرة وهي علم الله -سبحانه- للظاهر والباطن على حدٍّ سواء، ولكلّ المخلوقات، وبالمقابل فإنّ هذه المخلوقات تتميّز بالقصور ووالضعف، ولا تعلم إلا ما أذن الله -سبحانه- لها بعلمه |
---|---|
وقد أخطأ من جعلهما شيئاً واحداً | وآية الكرسي هي قول الله تعالى: اللَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، ولعِظمتها وفضلها كان نبيّ الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقرؤها دبر كلّ صلاةٍ مكتوبةٍ، وأوصى المؤمنين بذلك من بعده |
السورة التي وردت فيها آية الكرسي وردت آية الكرسي وهي أعظم آيات القرآن الكريم في سورة ، ولقد كان أحد أسباب ومظاهر عظمتها ذكر شيءٍ من أسماء الله الحسنى العُلا فيها، وقد بدأت بلفظ كذلك، ثمّ ذكرت اسمي الله: الحي والقيّوم، وقد قيل عنهما إنّهما اسما الله الأعظم الذي إذا دُعي بهما أجاب، حيث قال أبو أمامة رضي الله عنه: اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب في ثلاث: سورة البقرة، وآل عمران، وطه ، قال هشام: أمّا البقرة فقول الله تعالى: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ، وقد حوت آية الكرسيّ كذلك لفظ التوحيد كاملاً: اللَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ، ثمّ أسهبت بالحديث عن مظاهر عظمة الله سبحانه، وقوته، حيث ورد فيها: لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ، والسِّنة هي النعاس أو أوّل النوم، ففي الآية يخبر الله -سبحانه- أنّه لا ينام، ولا يأخذه حتى أول النوم، أو يبلغ به النعاس، وذلك من مظاهر عظمته جلّ شأنه، ومن مظاهر القوة والإحاطة كذلك أنّه -سبحانه- مالك ملك السماوات والأرض، فكلّ الناس والمخلوقات عبيدٌ عنده، وهم تحت ملكه وسلطانه.