القسم الثالث : أن يسب الدهر ويعتقد أن الفاعل هو الله ولكن يسبه لأجل هذه الأمور المكروهة : فهذا محرم لأنه مناف للصبر الواجب وليس بكفر ؛ لأنه ما سب الله مباشرة ، ولو سب الله مباشرة لكان كافراً | من اقسام سب الريح :ان يسب الريح معتقدا انها الفاعله بنفسها او انها فاعله مع الله حكمه a محرم b مكروه c شرك اصغر d شرك اكبر 3 ليس من سب الريح a هذه ريح شديده b لعن الله هذه الريح c هذه ريح خبيثه 4 مثال لسب الدهر a هذه ايام شديده b هذا عام جدب و قحط c الزمن غدار |
---|---|
وقد بين معناه في الحديث بقوله: "أقلب الليل والنهار" | فكأنما إنما سبوا الله سبحانه؛ لأنه فاعل ذلك في الحقيقة، فلهذا نهى عن سب الدهر بهذا الاعتبار؛ لأن الله هو الدهر الذي يعنونه ويسندون إليه تلك الأفعال |
وقوله: " فإن الله هو الدهر "6 أي: فإن الله هو مدبر الدهر ومصرفه، وهذا تعليل للنهي، ومن بلاغة كلام الله ورسوله قرن الحكم بالعلة؛ لبيان الحكمة وزيادة الطمأنينة، ولأجل أن تتعدى العلة إلى غيرها فيما إذا كان المعلل حكما; فهذه ثلاث فوائد في قرن العلة بالحكم.
22الجملة تعليل للأذية أو تفسير لها، أي: بكونه يسب الدهر، أي: يشتمه ويقبحه ويلومه وربما يلعنه والعياذ بالله يؤذي الله، والدهر: هو الزمن والوقت، وقد سبق بيان أقسام سب الدهر | الثانية : أن سبه متضمن للشرك، فإنه إنما سبه لظنه أنه يضر وينفع، وأنه مع ذلك ظالم قد ضر من لا يستحق الضرر، وأعطى من لا يستحق العطاء، ورفع من لا يستحق الرفعة، وحرم من لا يستحق الحرمان، وهو عند شاتميه من أظلم الظلمة، وأشعار هؤلاء الظلمة الخونة في سبه كثيرة جدًّا، وكثير من الجهال يصرح بلعنه وتقبيحه |
---|---|
ثم روى عن يونس عن ابن وهب عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يقول الله تعالى: يسب ابن آدم الدهر وأنا الدهر، بيدي الليل والنهار " 3 | الثالثة: التأمل في قوله: " فإن الله هو الدهر " فإذا تأملنا فيه؛ وجدنا أن معناه أن الله مقلب الدهر ومصرفه، وليس معناه أن الله هو الدهر، وقد سبق بيان ذلك |
تؤخذ من قوله: «يؤذيني ابن آدم».
29