أنواع ربوبية الله على خلقه ربوبية الله على خلقه على نوعين : 1- الربوبية العامة: وهي لجميع الناس؛ بَرِّهم وفاجرِهم مؤمنِهم وكافرِهم؛ وهي خلقه للمخلوقين، ورزقُهم، وهدايتهم، لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا | ثم إن توحيد الربوبية مركوز في الفطر كلها، فلو كان هو الغاية لما كان هناك حاجة من إرسال الرسل وإنزال الكتب |
---|---|
إقرار مشركي العرب بالربوبية كان مشركو العرب يقرّون الربوبية، وكانوا يؤمنون بأنّ الله هو الخالق، ومع ذلك كانوا يعبدون مع الله آلهة أخرى، حيث كانوا يقرّون بأن الله هو الخالق، وأنّ ما يعبدونه من أصنام لا تشارك الله في الخلق، وأنّ خالق الأرض والسموات هو الله وحده، يقول تعالى: وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ، ويقول تعالى: قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، سَيَقُولُونَ لِلَّـهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ، فكان مشركو العرب مُقرّين بالربوبية، إلا أنّهم كانوا يعبدون مع الله آلهة أخرى، وهذه هي المشكلة عندهم، حيث إنّهم لم يكونوا مقرّين بالألوهية؛ بل كانوا يعبدون مع الله آلهةً أخرى؛ ويدَّعون أنّهم يعبدونها لتقربهم من الله تعالى، يقول الله تعالى عنهم: أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ | والكلام في مقتضيات الربوبية وما تثمره من ثمرات يفوق الحصر والعد، وما مضى إنما هو إشارات عابرة يقاس عليها غيرُها |
إنّ كل هذا الإبداع، والخلق، والتقدير العظيم، يدل على أنّ المدبّر والمُهيمن على هذا الكون كلّه؛ هو خالقٌ واحدٌ، ولو تعدد المنظّم والمدبّر، لاختلفت، وتعددت، وتباينت نواميس الكون أجمع؛ ولذلك فالمدبّر، والمقدّر، والخالق، والمنظّم للكون وشؤونه، وجميع الخلق هو الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي تفرّد بالربوبية خلقاً، وإيجاداً، وتدبيراً.
4بعض العلماء جعلوا توحيد الأسماء والصفات نوعين: توحيد الأسماء وتوحيد الصفات، كما جعل ذلك ابن المنذر رحمه الله، وعليه فلا مشاحة في الاصطلاح، وفي التقسيم إنَّما هي قضية فنية | فلو تأمل الإنسان الآفاق وما أودع الله فيها من الغرائب والعجائب ـ لأدرك أن هناك خالقاً لهذه الأكوان وأنه عليم حكيم |
---|---|
ولعل فيما يلي من صفحات إيضاحاً لهذا المبحث، وذلك من خلال الوقفات التالية : — تعريف توحيد الربوبية | وممن أنكر ذلك — أيضاً — الشيوعيون، فلقد أنكروا ربوبية الله، بل أنكروا وجوده — سبحانه وتعالى — بناءً على عقيدتهم الخبيثة الفاجرة التي تقوم على الكفر بالغيب، والإيمان بالمادة وحدها |
وبعضهم يقولون: إنه يسكن في القمر، ويُسَمَّون بـ: القمرية.
22ولهذا فإن المشركين في الجاهلية كانوا مقرين بتوحيد الربوبية مع شركهم بالألوهية | وقال ولا يطلق غير مضاف إلا على الله عز وجل وإذا أطلق على غيره أضيف، فقيل ربُّ كذا |
---|---|
الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية هو إفراد الله بالعبادة، وهذا ما يتضمنه الألوهية، ولكن لا يمكن للإنسان أن يتوجه لله وحده بالعبادة إلا بعد أنّ يؤمن يقيناً بأنّ الله سبحانه وتعالى هو المتصرف في الكون؛ بالخلق، والإيجاد، والرزق، وبعد أن يستقر في قلب المؤمن أنّ النفع والضر كلّه بيد الله وحده لا شريك له، وأنّ الله الذي خلق الكون، وخلق الإنس والجن، وجعل الهدف من خلقهم عبادته سبحانه؛ فالله سبحانه وتعالى يقول في مُحكم التنزيل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ، إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ، هكذا يتّضح الفرق بين كلٍ من الربوبية الألوهية، فالربوبية تتعلق بأفعال الله الخالق، المُتصرّف، والمُصرّف لشؤون جميع ، والألوهية تتعلق بأفعال الإنس والجن، وعباداتهم التي يجب أن تتوجه حصراً وبكل إخلاصٍ لله وحده لا شريك له؛ بما أنه هو المُدبر، والمصرّف لشؤون الكون وما فيه من مخلوقات | وقال أبو العباس: يحتمل أيضاً أن يكون الرجل في نفسه منفرداً كأنك قلت رأيت رجلاً منفرداً، ثم وضعت وحده موضعه |
وأفعال العباد لا يخرجها شيء من عموم خلقه ـ عز وجل ـ.
2