فضل يوم الجمعة. التفريغ النصي

أما بعد: فيا أيها الإخوة: هذا هو يوم الجمعة بفضله ومنزلته، وذكره وخصائصه، وذلكم هو الدين بحكمه وحكمته، فليس الدين بصومعة منعزلة، ولا الدنيا بسوقٍ منفصلة، لكن المسجد منارة السوق، والسوق عمارة المسجد فتضمن هذا الحديث بعض الأسباب التي فُضِّل بسببها يوم الجمعة
اللهم انسه في وحدته، وفي وحشته، وفي غربته وفضّل الله تعالى أشهُرًا على أشهر؛ فكان شهر رمضان المبارك مُفضَّلا على بقيّة الشهور، ومن ذلك أيضًا تفضيل يوم الجمعة على غيره من الأيام؛ حيث قال عليه السلام: "خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمسُ يومُ الجمعةِ، فيه خُلِق آدمُ، وفيه أُدخل الجنَّةَ، وفيه أُخرج منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجمعة"

.

سنن يوم الجمعة
وللأسف أنَّ كثيرًا مِن الناس إنْ لم يكن أكثرهم يتأخرون عن الجمعة فما يأتون إلا بعد صعود الخطيب المنبر، فيَحرِمون أنفسهم مِن أجْر التبكير العظيم، ويأثمون على تأخرهم، لأن حضور الخطبة واجب، وتفوتهم الكتابة في الصُّحف، إذ صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلَائِكَةٌ يَكْتُبُونَ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الْإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ، وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ، وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي الْبَدَنَةَ، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الْكَبْشَ، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الدَّجَاجَةَ، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الْبَيْضَةَ
فضل الصلاة على النبي ليلة الجمعة ويوم الجمعة
ومن الأخطاء التي شاعت وراجت في وسط الناس: التأخر عن الحضور يوم الجمعة، فالبعض من الناس -هداهم الله- لم يسمع الخطيب منذ زمن؛ لأنه لا يحضر إلا بعد إقامة الصلاة، والآخر لا يأتي إلا بعد دخول الخطيب، فكثير من المساجد يدخل الخطيب ولا يوجد من المصلين إلا صفوفاً تعد بأصابع اليد الواحدة، ثم إذا سلم الإمام، وإذا بالمسجد قد امتلأ حتى ضاق على الناس، وهؤلاء المتأخرون قد فوتوا على أنفسهم خيراً كثيراً، فمن ذلك: أنه قد فاتهم أجر التقريب؛ كما أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم: " من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة، فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة، فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة، فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر"
فضل الإكثار من الصلاة على النبي يوم الجمعة وأكمل صيغة
تكمن مشروعيّة صلاة الجمعة في أنّها تعمل على توطيد العلاقات بين المسلمين، وتعمل على اجتماعهم وتآلفهم، فيجتمعون للجمعة في الحيّ نفسه، وقد يجتمعون في البلد الواحد عند أدائها، كما أنّ صلاة الجمعة تفعّل دور الصدقة؛ حيث يتعرّف المصلّون على الفقراء والمحتاجين، وتؤدي إلى توحيد المسلمين في صفوفٍ متماسكةٍ، كما أنّها تزّكي النفوس وتهذبّها
أما بعد: فأوصيكم -أيها الإخوة ونفسي بتقوى الله عزَّ وجلَّ فاتقوه رحمكم الله، فتقواه أقوم وأقوى، وأعدوا واستعدوا فالأوقات تمضي، والأعمار تنقضي، ومن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة كما وردت فيه العديد الأحاديث النبوية المتواترة الدالة على فضله وأهميته، حيث روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: «فِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا» عن أبي هريرة، قال: قال : «سيد الأيام يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة» ويستحب في يوم الجمعة قراءة ، وكثرة الصلاة على
حديث: إنّ في الجمعة لساعة متن الحديث في عن ابي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ في الجُمُعةِ لساعةً، ما دعا اللهَ فيها عَبدٌ مؤمنٌ بشيءٍ؛ إلَّا استجابَ اللهُ له ثبت في عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: وفي لفظ : وفي والسنن من حديث رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: وعند : فهو أعظم مجامع المسلمين بعد يوم عرفة

حديث: نحن الآخرون السّابِقون يوم القيامة متن الحديث في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَومَ القِيَامَةِ، بَيْدَ أنَّهُمْ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبْلِنَا، ثُمَّ هذا يَوْمُهُمُ الذي فُرِضَ عليهم، فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللَّهُ، فَالنَّاسُ لَنَا فيه تَبَعٌ اليَهُودُ غَدًا، والنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ.

الجمعة
وهذا الفضل الثابت ليوم الجمعة يشمله كله ما قبل الصلاة منه وبعدها, فلم نقف على ما يدل على تخصيص وقت منه بالفضل سوى الساعة التي يستجاب فيها الدعاء، والراجح أنها آخر ساعة من هذا اليوم قبل غروب الشمس، كما تقدم في الفتوى رقم: ، والفتوى رقم:
فضل الإكثار من الصلاة على النبي يوم الجمعة وأكمل صيغة
الموت يوم الإثنين والإمام البخاري قال بحسن خاتمة من مات يوم الاثنين، على أنه يوم توفي فيه سيد الخلق أجمعين الرسول -صلى الله عليه وسلم ،ومن فضل الموت يوم الجمعة أن يوجد عدد من المصلين في المسجد لأداء صلاة الجمعة، ويصلون الجنازة على الميت
فضل يوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
كما قال صلى الله عليه وسلم: إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم, وفيه قبض, وفيه النفخة, وفيه الصعقة, فأكثروا علي من الصلاة فيه, فإن صلاتكم معروضة علي، قال: قالوا: يا رسول الله, وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ يقولون: بليت، فقال: إن الله عز وجل حرم على الأرض أجساد الأنبياء رواه أبو دواد والنسائي وابن ماجة
الخامس عشر: دليل صادق وقطعيّ على محبّة رسول الله - صلى الله عليه وسلّم خطبٌ مشتملة على أصول الإسلام، وقواعد الديانة، وما تقتضيه الأحوال، وحثٌ على الفضائل، واجتناب الرذائل، مما يصلح الفرد والمجتمع في العاجل والآجل

وقد نزلت سورة في اسمها.

30
فضل يوم الجمعة
اللهم وفقنا لاغتنام الأوقات بالأعمال الصالحات
أفضل أعمال يوم الجمعة
ومِن سُنن الجمعة المؤكَّدة أيضًا: أنْ يُصلَّى بعد الانتهاء مِنها سُنَّتها الراتبة في البيت وهو أفضل، أو في المسجد، ومَن شاء صلى ركعتين، أو أربع ركعات، أو سَتّ ركعات، حيث صحَّ عن ابن عمر ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ ، وصحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: إِذَا صَلَّيْتُمْ بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَصَلُّوا أَرْبَعًا
فضل الإكثار من الصلاة على النبي يوم الجمعة وأكمل صيغة
يقول الحافظ رحمه الله: رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الأنام، والجمعة سيد الأيام، فبالصلاة عليه في هذا اليوم مزية ليست لغيرة، وكل خيرٍ نالته أمته في الدنيا والآخرة فإنها نالته على يده، فجمع الله لأمته به من خيري الدنيا والآخرة، فأعظم كرامة تحصل له إنما تحصل يوم الجمعة، إذ فيه بعثهم إلى قصورهم ومنازلهم في الجنة، ويوم الجمعة هو يوم المزيد إذا دخلوا الجنة، وهو عيدٌ لهم في الدنيا، قال رحمه الله: وهذا كله إنما عرفوه وحصلوه بسببه وعلى يده عليه الصلاة والسلام، فمن شكره وأداء القليل في حقه أن يكثروا من الصلاة عليه في هذا اليوم والليلة