يعتبر العمل ذات أهمية كبيرة بالنسبة للفرد و المجتمع ،و من الضروري أن يتمسك كل عامل بإتقان عمله حتى يحظى بمكانة مميزة ،و خلال السطور التالية لهذه المقالة سوف نتعرف عزيزي القارئ على متطلبات إتقان العمل ،و أهمية ذلك فقط تفضل بالمتابعة | |
---|---|
نجاح ورقي المجتمع تنبع أهمية إتقان العمل من كونه يُعبّر عن نجاح الفرد في المجتمع والبلد الذي يعيش فيه، فعندما يُؤدي كلّ شخص عمله على أتمّ وجه فإنّ المجتمع يرتقي، ويصلح حال البلد كلّه، ويجدر بالذكر أنّ صلاح المجتمع يرتبط ارتباطاً وثيقاً بصلاح عمل كلّ فرد، وانتشار الإتقان يُؤدي إلى استحالة الفشل، والتقاعس، والتكاسل، وظهور النشاط والقوة في المجتمع، وبالتالي تحقيق المراد | العمل هو المصدر الذي يعتمد عليه الفرد لكسب الرزق ،و الوفاء بأحتياجاته و متطلباته ،و لذلك يجب عليه أن يتقن عمله ،و المقصود بأتقان العمل هو الإلتزام بالدقة ،و المهارة و الإخلاص منذ البدء في العمل ،و حتى الإنتهاء منه ،و قد حثنا الإسلام على الإلتزام بذلك حيث قال النبي صلى الله عليه و سلم إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم |
وردت في السنّة النبويّة أحاديث كثيرة تحثّ المسلم على إتقان العمل وتشجعه على ذلك، منها قال رسول الله " صلى الله عليه وآله": كُلُّكُم راعٍ وكُلُّكُم مسؤول عن رعيته دلالة هذا الحديث السابق أن إتقان العمل واجب شرعي على كل موظف وعامل مهما كانت وظيفته؛ فالحاكمُ أو السلطان عليه إتقان عملهِ، والأب في أسرته مسؤول عن بيته ورعاية أبنائه رعاية سليمة، وكذا الزوجةُ راعية في مال زوجها، وعليها المحافظة على الأمانة التي كلّفت بحملها، وإتقان العمل في تربية أبنائها تربية سليمة.
وقد حثَّتِ على إتقان العمل في أكثر من حديث نبوي واحد، ففي حديث روته السيدة -رضي الله عنها- وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع، حيث قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ"، وفي موضع آخر عن شداد بن أوس -رضي الله عنه- أنَّه قال: "ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُما عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ"، فإتقان الأعمال في الإسلام من الأمور الهامة للغاية، فعلى المسلم أن يكون متقنًا في عبادته وفي تعامله مع الآخرين وفي أعماله الدنيوية وأن يكون مخلصًا في كلِّ جانب من جوانب حياته، وهذا أبرز ما جاء عن إتقان العمل في ضوء القرآن والسنة | روى أَبو مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: فَيَعْمَلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَوْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: فَيُعِينُ ذَا الحَاجَةِ المَلْهُوفَ، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: فَيَأْمُرُ بِالخَيْرِ، أَوْ قَالَ: بِالْمَعْرُوفِ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: فَيُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَةٌ |
---|---|
يدرك التحديات التي يقابلها الشباب من فتن وشبهات ويساعدهم علي تخطيها |
فلا يكفي من الإنسانِ ولا يرضى منه عزّ وجلّ عبادته فقط، بل وجب عليهِ العملُ بجدٍ واجتهاد وهمّةٍ عاليةٍ، وعليه إتقان ما قدّمه من عمل لينال التوفيق والنّجاح في الدنيا، والأجرَ في الآخرة من اللهِ سبحانهُ.