وليس الذكر كالانثى. فصل: من أقوال المفسرين في قوله تعالى: {وَلَيْسَ الذكر كالأنثى}:

فأن تكون امرأة أو رجلا يعني أن تكون "الآخر" دون أن تكون أدنى منه، ولا يختلف أو ينفصل الاعتراف بالحق في المساواة الحقوقية عن الاعتراف بالحق في الاختلاف قَالَ السُّدِّيُّ: قَوْلُهُ فِي الْآيَةِ: وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فَإِنَّ الرِّجَالَ قَالُوا: نُرِيدُ أَنْ يَكُونَ لَنَا مِنَ الْأَجْرِ الضِّعْفَ عَلَى أَجْرِ النِّسَاءِ، كَمَا لَنَا فِي السِّهَامِ سَهْمَانِ
والفروق بين الذكر والأنثى تتجلى في الجنين من الشهر الرابع ، حيث تتميز أعضاء الذكورة وأعضاء الأنوثة ، وحيث يكون المخ ومنطقة تحت المهاد قد تميزت تميزًا كاملًا بين الجنين الذكر والجنين الأنثى وحتى نسبة موت الخلايا في الدماغ تختلف من الرجل إلى المرأة، وطريقة عمل هذه الخلايا تختلف، فقد وجد الباحثون أن نسبة انكماش الدماغ تنكس الخلايا عند الرجل أكبر منه وأكثر وضوحاً من المرأة مع تقدم العمر

إن ظاهرة اختلاف دماغ الرجل والمرأة أثارت اهتمام العلماء فقاموا بدراسة الحالات المختلفة للدماغ عندما يفكر وعندما يغضب وعندما يحزن وغير ذلك من الانفعالات النفسية ووجدوا أن الدماغ لدى الرجل يعمل بطريقة مختلفة عن دماغ المرأة.

12
3vs36
ويتبين كذلك أن نسبة وزن دماغ المرأة إلى وزن جسدها تكون هذه النسبة أكبر عند النساء بقليل من الرجال
وليس الذكر كالأنثى
وبعد: ففي خضم هذه الهجمة من أعداء الله من المنافقين في موضوع المرأة الخطير الحساس، وفي خضم هذا الزمان الذي نعيش فيه بما فيه من الفتن، وعلى رأسها: فتنة النساء، يكون هذا الموضوع من الأهمية بمكان
وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى‎
وإنه يسير عليك أن تعد العشرات من النساء في أي فن من هذه الفنون العامة من المعارف الإنسانية والصناعات والاختراعات
فَلَمَّا حَانَتْ سَاعَةُ الوِلَادَةِ، وَاسْتَهَلَّ المَوْلُودُ تَبَيَّنَ أَنَّ المَولُودَ أُنْثَى، وَكَانَتْ خِدْمَةُ بُيُوتِ اللهِ -تَعَالَى- خَاصَّةً بِالذُكُورِ نلاحظ هنا أن التمييز ضد الإناث كان أمرا شائعا عبر الزمن وفي تاريخ الإنسانية، وما زال ملموسا في المجال الديني الذي يُعتقد أنه حكر على الذكور بأمر إلهي! لا شك أن الرجل والمرأة يختلفان في بنيتهما الجسدية، بيد أن ذلك لا يعني أفضلية أحدهما على الآخر لأن الاختلاف بين الرجل والمرأة لا يعني التمييز بينهما
الزوجة لها الربع عندما لا يكون للزوج فرع وارث، وهكذا ينزل إلى الربع إذا كان لها فرع وارث، وتنزل هي إلى الثمن عندما يكون له فرع وارث

وللرد على هؤلاء الذين يشيرون إلى الفروق البسيطة بين الجنسين مما يجعلهما متساويين بنسبة كبيرة أحيلهم إلى نتائج الأبحاث العلمية فى أواخر القرن العشرين: زيغريد هونكه هى كاتبة وأديبة ومفكرة تشهد لها أوروبا والعالم بذلك ، ولدت فى في — وتوفت فى في كانت معروفة بكتاباتها في مجال الدراسات الدينية، وحصلت على شهادة الدكتوراه عام 1941.

وليس الذكر كالأنثى
الاحتمال الثاني: أن يكون الكلام من كلام امرأة عمران وليس من كلام الله تعالى، وحينئذ يكون كلامها هذا دالًا على ثقتها بالله تعالى ورضاها بكل ما يريده الله ويختار وهي تقر وتعترف بأن اختيار الله — عز وجل — أفضل من اختيارها لأنها عارفة بالله وواثقة بأن كل ما صدر عنه فإنه يكون خيرًا وصوابًا، فقالت: رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى، ولكنك أعرف وأعلم بحال ما وضعت، فلعل لك فيه سرًا، ويكون الْمَقْصُود مِنْ كلامها حينئذ تَرْجِيح هَذِهِ الْأُنْثَى عَلَى الذَّكَرِ، كَأَنَّهَا قَالَتِ: إن الذَّكَر مَطْلُوبِي، وَهَذِهِ الْأُنْثَى مَوْهُوبَةُ اللَّهِ تَعَالَى، وَلَيْسَ الذَّكَرُ الَّذِي يَكُونُ مَطْلُوبِي كَالْأُنْثَى الَّتِي هِيَ مَوْهُوبَةٌ لِلَّهِ، وَهَذَا الْكَلَامُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ تِلْكَ الْمَرْأَةَ كَانَتْ مُسْتَغْرِقَةً فِي مَعْرِفَةِ جَلَالِ اللَّهِ عَالِمَةً بِأَنَّ مَا يَفْعَلُهُ الرَّبُّ بِالْعَبْدِ خَيْرٌ مِمَّا يُرِيدُهُ الْعَبْدُ لِنَفْسِهِ 9
(وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى)
وتقول امرأة ألمانية: إنني أرغب بالبقاء في منزلي، ولكن طالما أن أعجوبة الاقتصاد الألماني الحديث لم تشمل كل طبقات الشعب فإن أمراً كهذا العودة إلى المنزل مستحيل مع الأسف
kaheel7
وَالْخَامِسُ: أَنَّ الذَّكَرَ لَا يَلْحَقُهُ مِنَ التُّهْمَةِ عِنْدَ الِاخْتِلَاطِ مَا يَلْحَقُ الْأُنْثَى فَهَذِهِ الْوُجُوهُ تَقْتَضِي فَضْلَ الذَّكَرِ عَلَى الْأُنْثَى فِي هَذَا الْمَعْنَى 4
ويشكل هذا الاختلاف البيولوجي أبرز حجة لأولئك الرافضين إقرار المساواة الحقوقية بين الرجال والنساء والله عز وجل هو الذى خلق وحكم وعدل ولا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ولا قادح فى عدله فهو الأعلى على خلقه وفى تسوية الخلق والعدل بينهم كما فى سورة الأعلى: { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى 1 الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى 2 وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى 3 } ، وهو الذى فرق بين الرجل والمرأة فى بعض الأحكام مثل التفريق في من قوله عز وجل فى سورة البقرة: { وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى 282 } ، وهذا التفريق فى شهادة المرأة عن الرجل ليس مطلقا ، بل هناك أحكام شرعية شهادتها فيها مثل شهادة الرجل تماما بتمام ، كشهادتها في دخول شهر فلو قالت أنها رأت هلال شهر رمضان يؤخذ بشهادتها ويصوم المسلمون الشهر، وفي باب الرضاع ، والحيض ، والولادة ، واللعان وغير ذلك من الأحكام
الفروق موجودة في النتائج التعليمية والنتائج الرياضية، حتى في نتائج ألعاب الأولمبياد، فالمسافة في الوثب الطويل، ورمي المطرقة، وألعاب القوى، وغير ذلك، يتفوق الرجال بشكل ملحوظ، بل حتى في جوانب يختص بعضها بالمرأة كتصميم الأزياء، والطبخ

والرابع: أن الذكر لا يلحقه عيب في الخدمة والاختلاط بالناس وليس كذلك الأنثى.

18
الموقع الرسمي للشيخ محمد صالح المنجد
وهكذا لا تنضبط أحوال النساء إلا إذا صار توجيه الرجل وضبطه للأمور بما أنعم الله عليه، ولا تتمنى هذه ما فضل الله هذا عليها
الموقع الرسمي للشيخ محمد صالح المنجد
وهذه الآية المعجزة اشتملت الحقيقة الخالدة الدائمة عبر العصور كلها إلى أن تقوم الساعة وهي أن المساواة المطلقة الكاملة بين الذكر والأنثى غير ممكنة علما وواقعاً
3vs36
لقد أقروا بأنه تمتنع المساواة، قال الباحث الروسي "أنطون نيملاف" في كتابه الذي أثبت فيه عدم المساواة الفطرية: ينبغي أن لا نخدع أنفسنا بزعم أن إقامة المساواة بين الرجل والمرأة في الحياة العملية أمر هين ميسور، الحق أنه لم يجتهد أحد في الدنيا لتحقيق هذه المساواة بين الصنفين مثلما اجتهدنا في روسيا السوفييتية، ولم يوضع في العالم من القوانين السمحة البريئة من التعصب في هذا الباب مثلما وضع عندنا، ولكن الحق أن منزلة المرأة قلما تبدلت في الأسرة، بل قلما تبدلت في المجتمع أيضاً