اطعم الله من اطعمنا. حملة السلال الغذائية ” أطعم الله من أطعمهم “

وَقَدْ قَالَ بَعْضُ التَّابِعِينَ : مَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ فَعَلَيْهِ بِسَقْيِ الْمَاءِ قال: "ثمَّ أُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بلَبَنٍ فشرِب، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إذا أَكَلَ أحدُكم طعامًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بارِكْ لنا فيه"، أي: اجعَلْ لنا فيه الخيرَ بالزِّيادةِ والنَّماءِ، "وأطعِمْنا خيرًا منه"، أي: وارْزُقْنا ما هو أفضلُ منه، "وإذا سُقِيَ لَبَنًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بارِكْ لنا فيه، وزِدْنا منه"؛ فإنَّه ليس شيءٌ يُجزِئُ مِنَ الطَّعامِ والشَّرابِ، أي: يَصْلُحُ مَقامَ الأكْلِ إذا جاع الإنسانُ ويصلُحُ مقامَ الشُّرْبِ إذا عطِش "إلَّا اللَّبَنُ"
عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فراشه، قال: «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانَا، فَكَمْ مِمَّنْ لا كَافِيَ له وَلاَ مُؤْوِيَ» وفي سنن الترمذي: 2: 3457 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ رِيَاحِ بْنِ عَبِيدَةَ - قَالَ حَفْصٌ: عَنْ ابْنِ أَخِي أَبِي سَعِيدٍ، وقَالَ أَبُو خَالِدٍ: عَنْ مَوْلًى لِأَبِي سَعِيدٍ - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَكَلَ أَوْ شَرِبَ قَالَ: « الْحَمْدُ لِله الَّذِي أَطْعَمَنَا، وَسَقَانَا، وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ »

وفي السنن الكبرى للنسائي: 11: 10047 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ رَبَاحٍ وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: عَنْ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا قَالَ: « الْحَمْدُ لِله الَّذِي أَطْعَمَنَا، وَسَقَانَا، وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ ».

24
ص25
قال ابن رجب : والكُربة : هي الشِّدّة العظيمة التي تُوقِع صاحبها في الكَرب ، وتنفيسها أن يُخفَّف عنه منها
حملة السلال الغذائية ” أطعم الله من أطعمهم “
والتفريج أعظم من ذلك ، وهو أن يُزيل عنه الكُربة ، فتُفرَج عنه كُربته ، ويَزول هَمّه وغمّه
ص25
قد صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأذكار بعد الطعام آثار كثيرة, ومنها حديث مشهور بين العامة والخاصة, روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بطرق عديدة: «الحَمْدُ لِله الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ »
كنتُ في بيتِ ميمونةَ ، فدخل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، ومعه خالدُ بنُ الوليدِ ، فجاؤوا بضَبَّينِ مَشْوِيَّينِ على ثُمامَتَينِ ، فتبزَّق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، فقال خالدُ : إِخالُك تَقْذِرُه يا رسولَ اللهِ! وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ رَبَاحِ بْنِ عُبَيْدَةَ، يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ، وَهَذَا الْحَدِيثُ مُنْقَطِعٌ، وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ رِيَاحِ بْنِ عُبَيْدَةَ، فَقَالَ حَفْصٌ: عَنِ ابْنِ أَخِي أَبِي سَعِيدٍ، وَقَالَ أَبُو خَالِدٍ: عَنْ مَوْلًى لأَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ نعم الله عز وجل لا يعرفها إلا من فقدها : أيها الأخوة: من أدعية النبي عليه الصلاة و السلام: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ رَجُلٌ خَدَمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِ سِنِينَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قُرِّبَ لَهُ طَعَامٌ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ قَالَ: اللَّهُمَّ أَطْعَمْتَ وَأَسْقَيْتَ وَأَغْنَيْتَ وَأَقْنَيْتَ
ورَوى ابن أبي الدنيا بإسناده عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : يُحشَر الناس يوم القيامة أعْرَى ما كانوا قط ، وأجوع ما كانوا قط ، وأظمأ ما كانوا قط ، وأنصب ما كانوا قط ؛ فَمَن كَسَا لله عز وجل كَسَاه الله ، ومَن أطعم لله عز وجل أطعمه الله ، ومَن سَقى لله عز وجل سَقاه الله ، ومَن عفا لله عز وجل أعفاه الله الذكر المسنون المأثورَ بعد الطعام لم يرِد في الكتب المعتبرة للآثار

ومعنى هذا الحديث ثابِت ؛ فإن الجزاء مِن جِنس العمل ، كما قال الله تبارك وتعالى : هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ.

14
حديث (اللهم اطعم من أطعمنا واسق من سقانا) يرى بعض أهل العلم إن هذا الدعاء إنما يقال عند طلب الاستسقاء لا بعد الاستطعام فما وجه الارجح في المسألة؟
وفي الحديثِ: بيانٌ لأفضليَّةِ اللَّبَنِ وما فيه مِن فائدةٍ تَجمَعُ بين كَوْنِهِ طعامًا لِمَنْ أراد الطَّعامَ، وشرابًا لِمَنْ أراد الشَّرابَ
تحقيق الدعاء : الْحَمْدُ لله الَّذِي أَطْعَمَنَا، وَسَقَانَا، وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ
وأريد أن أقول في هذا الرد أمرين: 1: كنت مخطئا في الجزم بقولي أنها زيادة ألحقت في زمننا، وعدم ورودها في الكتب المعتبرة
شرح وترجمة حديث: من أكل طعاما، فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا، ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه
كيف يمكن دعم المشروع؟ الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات