إن هذه القصة من القصص المعبّرة حقاً، إنها معجزة من معجزات الله سبحانه وتعالى جعلها لبني إسرائيل أمام أعينهم لكي يصدقوا قدرة الله تعالى على كل شىء، ولينهي الجدل الذي كان يعتبر من الصفات الذميمة فيهم، فهم لا يصدقون إلا المادة، ولعل هذه من العبر التي جاءت في قصة سورة البقرة، وجعلها الله لما عبرة لنتخذ منها الحكمة والعظة إلى يوم القيامة | هل كانت ليونس خاصة، أم للمؤمنين عامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تسمع قول الله عز وجل: { ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} الأنبياء:88 |
---|---|
إن الحديث عن وفضلها وعظمتها يطول بالفعل، مما لا يناسب هذا المقام من الحديث، إلا أننا نحاول أخذ جزء من بركة هذه السورة العظيمة من خلال الحديث عن قصة سورة البقرة التي تحدثت عن بني إسرائيل من خلال المشاهد التي نتحدث عنها بالتفصيل خلال السطور القليلة القادمة | وكانت إحدي تلك المسائل الدنيوية التي احتاجت لتنظيم رباني بين الناس مسألة التداين والتي نزلت بها آيه هي الأطول بين آيات القرآن الكريم فقال تعالي: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيرًا أَو كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ قصة آيه الدين وقد نزل بمسألة الدين أطول آيات القرآن الكريم وهي الآية 282 من سورة البقرة وتأتي قصة نزول تلك الآيه بعد هجرة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم من مكة إلي المدينة فقد وجد النبي أهل المدينة يسلفون في التمر بالسنتين والثلاث فقال صلى الله عليه وسلم: من أسلف، فليسلف في كيل معلوم، ووزن معلوم، إلى أجل معلوم ، متفق عليه |
ولا ينبغي التعويل كثيراً على هذه الروايات؛ لأن معرفة المدة لا يقدم ولا يؤخر، ولا يترتب عليه حكم فقهي.
القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على سيدنا محمد، نزل في شهر رمضان المبارك في مدينة مكة المكرمة، يحتوي القرآن الكريم على 600 صفحة تقريبا، كما أن عدد أجزائه 30 جزءا، وإن عدد سوره 114 سورة، منها سور مدنية ومنها سور مكية، و عدد آياته 6236 آية، و عدد حروفه 323670 حرفا، وفيه 244 ربعا، سورة البقرة هي أطول سورة في القرآن الكريم، أما سورة الكوثر فهي الأصغر، يعتبر القرآن الكريم معجزة المسلمين الخالدة | مشاهد قصة بني إسرائيل في سورة البقرة إن بني إسرائيل أو قوم موسى عليه السلام لهم العديد من المواقف التي قال عنها الله تعالى في العديد من آيات القرآن الكريم، ومن هذه المواقف قصة ذبح البقرة التي أمرهم الله بالبحث عنها وذبحها لغرض ما، في السطور القادمة نعيش هذه القصة من خلال مشاهد حكى عنها القرآن العظيم، لتبيّن بالتفصيل الغرض من هذه القصة المعبّرة: المشهد الأول: قتل رجل من بني إسرائيل لعمه في يوم من الأيام قتل رجل من بني إسرائيل عنه طمعاً في المال الذي يمتلكه، حيث كان القتيل عقيماً لا ينجب، وليس له ولد يرث هذا المال الطائل، فطمع ابن أخيه في هذا المال فقتله وألقى بجثته أما بيت رجل آخر من القوم ليلاً لكي يتهم هذا الرجل بقتله |
---|---|
أطول آية في القرآن وسبب نزولها جاءت أطول آيةٍ في القرآن الكريم تعالج وضرورة توثيقه؛ وهي الآية الثانية والثمانون بعد المئتين من ، وتسمّى بآية الدَّين، ومسألة الدَّين من أهمّ مسائل المعاملات بين الناس، وقد ذكر بعض أهل أنّ آية الدَّين آخر ما نزل من القرآن الكريم، وهذا له دلالاتٌ هامّةٌ، حيث إنّ التّداين حاجةٌ، يكاد لا يستغني عنها كثيرٌ من الناس، ويعدّ التّداين من أهمّ الأسباب التي تؤدي إلى نمو المعاملات، وتحريك ؛ إذ ليس بالضرورة أنّ كلّ قادرٍ على العمل بالتجارة أو الزراعة أو غيرها مالكٌ للمال، فيلجأ إلى الدَّين؛ لسدّ عوزه في تجارته، لهذا ولغيره من الأسباب شرع الله تعالى للناس التداين فيما بينهم؛ تيسيراً لمعاملاتهم وتجاراتهم، واستثماراً للطاقات الإيجابيّة في المجتمع، وحرصاً على تنمية عجلة التنمية والاستثمار، وفي هذا يقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ۚ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ۚ وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا ۖ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ۗ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ۚ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ۚ وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ، أمّا في سبب نزول هذه الآية؛ فقد روى الإمام الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما، كما ذكر والرازي؛ أنّ الآية نزلت في ، ويقصدُ به: أن يدفع أحدهم مالاً مقابل تملّك سلعةٍ معلومةٍ في وقتٍ مؤجّلٍ معلومٍ، إذ عين السلعة ليست موجودةً الآن، فهي في طور الوجود، ولكنّ جمهور ذهبوا إلى أنّ الآية تتضمّن بيع السَّلم والقرض المعروف، وتنطبق عليه الأحكام الواردة في الآية، وأهمّها: توثيق الدّين | سورة البقرة أطول سورة في القرآن الكريم سورة البقرة هي أطول سورة في القرآن الكريم، فعدد آياتها 286 آية كريمة وقد نزلت في المدينة المنوّرة بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليها من مكة، وفي ذلك حكمة، فالله تعالى أنزل القرآن الكريم على رسوله بالتدريج، وليس جملة واحدة، لكي يتعلم المسلمون أمور دينهم في المواقف التي يتعرضون لها |
بيد أن يونس بعد أن ترك منازل قومه وقد رفضوا دعوته، وتنكروا لحجته، استحى أن يرجع إليهم، ومضى بسبيله، فأتى سفينة فركبها، فلما وصلت لجة البحر، هاج البحر، وأحيط بالسفينة ومن فيها، فلما علم ركابها ما هو محيط بهم، وواقع عليهم، قال بعضهم لبعض: لا خلاص لكم مما هو نازل بكم، إلا أن تتخففوا من بعض من على السفينة، فاقترعوا بينهم؛ ليلقوا في البحر من وقعت عليه القرعة، فكانت القرعة على يونس، بيد أن نفوسهم لم تطاوعهم على فعل ذلك؛ لما وجدوا فيه من كريم الأخلاق، ومكارم الصفات، فعاودوا القرعة ثانية، فوقعت عليه أيضاً، فلم يأبهوا لذلك، فأعادوا القرعة ثالثة، فخرجت عليه أيضاً، فعلم يونس أن وراء ذلك تدبيراً، وأدرك خطيئته، وما كان من تركه لقومه قبل أن يؤذن له في الهجرة، أو يستخير الله في الرحيل، فألقى بنفسه في اليم، وأسلم نفسه للأمواج.
25