وأيا ما كان الأمر؛ فليس فيما ذكر شيء عن تصرف الأرواح الذي يذهب إليه أهل الباطل، من أن الروح تخاطَب، وتدعى، ويستغاث بها؛ فتغيث وتنصر، فهذا من الشرك الذي ينزه عنه هذا الإمام | وأنها إنما انتشرت من غير دراسة ولا تحقيق |
---|---|
عباد ابن القيم وزهده عرف ابن القيم بكثرة الاستغقار، والذكر، والصلاة والتهجّد، والافتقار إلى الله والانكسار له، بالإضافة لشغفه بالمحبة، والعلم، حيث كان يدرس الكثير من حقائق الإيمان والسنة، ومعاني القرآن الكريم حتى في سجنه، حيث انشغل في التفكّر، وتلاوة القرآن الكريم، والتدبّر، كما أنّه حج العديد من المرات، وجاور مكة، وكان أهل مكة يذكرون عنه كثرة الطواف وشدّة العبادة | هذا الكتاب من تأليف شمس الدين ابن قيم الجوزية و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها |
وقد صح عن سيد ولد آدم صلوات الله وسلامه عليه، أنه قال: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ، وقال: أيها الناس ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي ، وقال: لا تتخذوا قبري عيدا ، وقال: اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد ، وقال: لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ، وقال له رجل: ما شاء الله وشئت فقال: أجعلتني لله ندا ، وقال له رجل قد أذنب: اللهم إني أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد، فقال: عرف الحق لأهله.
13وبعد هذا النقل نرى أن الشيخ بكر أبو زيد - نفع الله بعلمه - يقرر صحة نسبة كتاب الروح إلى ابن القيم تقريرا قويا وذلك من خلال أسلوب ابن القيم ، وعزوه لكتاب " الروح " في مؤلفاته الأخرى | كتاب الروح ترك الإمام ابن القيم الجوزية تراثا زاخرا بالمعارف والعلم والحكم، ذلك أنه اشتغل بالكثير من العلوم، وكان عالما موسوعيا، حتى أن تصانيفه قد بلغت المئة أو ما يزيد عنها، ومنها كتاب الروح الذي نحن بصدد تقديم هذه النبذة المعرفية حوله |
---|---|
جزى الله الشيخ بكر ابو زيد على هذا التقرير ، ورحم الله الإمام ابن القيم رحمة واسعة | وكون الميت يسمع أو يدرك ويعلم زيارة من زاره ونحو ذلك، لا يلزم منه جواز دعائه والطلب منه، كما يقوله ضلال الصوفية، الذين لا ينفعهم الاستشهاد بكلام ابن القيم، فإنه رحمه الله لم يجوز سؤال ميت، لا نبي ولا ولي، حتى لو قرر سماع الميت أو علمه بمن يزوره |
والله سبحانه وتعالى المسؤول المرجو الإجابة أن يجعل نفوسنا مطمئنة إليه عاكفة بهمتها عليھ راهبة منه راغبة فيما لديه ، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
19وأيضا قد رأيت فيه شيئا كثيرا من هذا الباب، وتعجبت كثيرا؛ لأن مثل هذا الأمر لو صدر من الصوفية الخرافية المبتدعة، لهان الخطب؛ أما الحافظ ابن القيم المحقق فلا يتصور من أمثاله تأييد هذه الأقوال المملوءة بالخرافات | الكتاب : الروح المؤلف : ابن القيم تحقيق : محمد أجمل أيوب الاصلاحي الناشر : مجمع الفقه الاسلامي جدة - دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع عدد المجلدات : 2 في ملف واحد + المقدمة عدد الصفحات : 1018 الحجم :17 م |
---|---|
التدليل على أنه إنما ألفه بعد اتصاله بشيخ الإسلام ابن تيمية : والتدليل على ذلك من وجهين : 1 - ما تقدم من نقوله عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بل إن في أول موضع ذكره فيه من كتابه ما يفيد أنه إنما ألفه بعد وفاة شيخه ابن تيمية رحمه الله تعالى إذ يقول : وقد حدثني غير واحد ممن كان غير مائل إلى شيخ الإسلام ابن تيمية أنه رآه بعد موته وسأله عن شيء كان يشكل عليه من مسائل الفرائض وغيرها فأجابه بالصواب | وأن من يدرس الكتاب يظفر بالنتيجتين الآتيتين : الأولى : أن الكتاب لابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى ولا شك في هذا |
.
26