وإنما قال في هذه السورة لا تمدن بغير واو؛ لأنه لم يسبقه طلب بخلاف ما في سورة طه، ثم لما نهاه عن الالتفات إلى أموالهم وأمتعتهم نهاه عن الالتفات إليهم، فقال: ولا تحزن عليهم حيث لم يؤمنوا وصمموا على الكفر والعناد | {واخفض جناحك للمؤمنين} أي ألن جانبك لمن آمن بك وتواضع لهم |
---|---|
وأقبلت القنوات بخيلها ورجلها، وطغت الفتن والمغريات، كلما تفلتت الفتيات، وفقدت جلباب الحياء، عظم شأن غض البصر، فإلى عهد قريب كان الفساد في بؤر محصورة في سنيما في مقهى في ملهى | أليس في البيوت اليوم وفي الشوارع والطرقات والمحلات صور ومجلات ونساء متبرجات كاسيات عاريات مائلات مميلات؟ أليس في المدرسة والجامعات وبين الأصدقاء والصديقات حديث عن اللذات وهمسات عن الشهوات وتبادل لصور والمقاطع الفاضحات؟ لقد أصبح الواحد منّا لا يأمن على نفسه من نظرة محرّمة في قناة ماجنة، وصورة خالعة، وخادمة فاتنة، بل ناهيك من النظر إلى زوجة الأخ والخال والعم وبنت العمّ بحجّة سلامة النيّة وحسن الطوية فانتُهكت أعراض المحارم وعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ -رضي الله عنه- يقول: قالَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ» فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَأَيْتَ الحَمْوَ؟ قَالَ: « الحَمْوُ المَوْتُ» |
وهى صورة طريفة حين يتخيلها المتخيل.
30وفي الصحيح : أن عمر بن الخطاب لما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك المشربة التي كان قد اعتزل فيها نساءه ، حين آلى منهم فرآه متوسدا مضطجعا على رمال حصير وليس في البيت إلا صبرة من قرظ ، وأهب معلقة ، فابتدرت عينا عمر بالبكاء ، فقال رسول الله : " ما يبكيك ؟ " | ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم ولا تحزن ع ليهم تفسير |
---|---|
وممن اختاره مكي لعله أبو الحرم مكي بن ريان الماكسيني الضرير ، وفيه نظر | غض البصر، لا يحرّمه قانونٌ ولا نظامٌ بشري، فانظر كيف شئت، وشاهد ما شئت، وتأمل في الصور والمقاطع متى شئت، وقلّب بأنامل يدك من المواقع والمشاهد الطيبة والخبيثة ما شئت، لكن اعلم أن الله يراك |
ويسبقها: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} طه:130.
20غض بصرك عمّا في أيدي الناس من القصور والدور والأموال ومتع الحياة | سهم قلّ من يسلم من ناره وعواره، يفتك بالنّفس، ويجعل القلب أسيراً، فكم أهلك النظر من قلب؟ وكم أفسد من نفس؟ وكم أثار من أهات وأشجان وآلام وأحزان؟ النظرة |
---|---|
فاشتعلت في قلوبهم النار، من شهوات تتار، ونظرات تدار | » لا محلّ لها صلة الموصولـ ما |
قلنا لهم : إياكم والغرق.
25