ولقد كانت مواقف المنافقين ومكايدهم بعيدة المدى والأثر على ما تلهم الآيات المدنية، حتى لكأنه نضال قوي، يذكر بما كان من نضال بين النبي صلى الله عليه وسلم وزعماء مكة، وإن اختلفت الأدوار والنتائج؛ إذ أن النبي لم يلبث أن أخذ مركزه يتوطد وقوته تزداد، ودائرة الإسلام تتسع، وصار صاحب سلطان وأمر نافذ وجانب عزيز؛ وإذ لم يكن المنافقون كتلة متضامنة ذات شخصية خاصة بارزة، وكان ضعفهم وضآلة عددهم وشأنهم يسيران سيراً متناسباً عكسياً مع ما كان من تزايد قوة النبي صلى الله عليه وسلم واتساع دائرة الإسلام، وتوطد عزته وسلطانه | |
---|---|
ضرورة معرفة الآية التالية لأنها أساسية في حياة كل إنسان : هذه الآية أخواننا الكرام ينبغي أن تُحفَظ، وأن تُقرَأ، لأنها أساسية في حياتنا | { وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ } يدخل في هذا، النفقات الواجبة، من الزكاة والكفارات ونفقة الزوجات، والمماليك، ونحو ذلك، والنفقات المستحبة، كبذل المال في جميع المصالح، وقال: { مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ } ليدل ذلك على أنه تعالى، لم يكلف العباد من النفقة، ما يعنتهم ويشق عليهم، بل أمرهم بإخراج جزء مما رزقهم الله الذي يسره لهم ويسر لهم أسبابه |
فقد شاءت رحمته ألا يأخذ حتى أعداءه من عباده بالتجويع وقطع الأرزاق.
وكان عبد الله في قومه شريفا عظيما ; فقال من حضر من الأنصار : يا رسول الله شيخنا وكبيرنا ، لا تصدق عليه كلام غلام من غلمان الأنصار عسى أن يكون وهم في حديثه فلم يحفظ | وهكذا يتوافى على هذه الوسيلة الخسيسة كل خصوم الإيمان، من قديم الزمان، إلى هذا الزمان |
---|---|
لذلك ينبغي لنا أن نوفر القدوة الصالحة في البيوت وفي المدارس وفي المساجد وفي سائر الهيئات عند ذلك ينشأ النشأ على الفضيلة | قال: فأتيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبرته، قال: فحلف عبد اللّه بن أبيٍّ أنّه لم يكن شيءٌ من ذلك |
ثُمَّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْد بْن حُمَيْد حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق عَنْ الثَّوْرِيّ عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي حَيَّة وَهُوَ أَبُو جَنَاب الْكَلْبِيّ عَنْ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ ثُمَّ قَالَ وَقَدْ رَوَاهُ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة وَغَيْره عَنْ أَبِي جَنَاب عَنْ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس مِنْ قَوْله وَهُوَ أَصَحّ وَضُعِّفَ أَبُو جَنَاب الْكَلْبِيّ " قُلْت " وَرِوَايَة الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس فِيهَا اِنْقِطَاع وَاَللَّه أَعْلَم.
وهذا مِن أعْجَبِ العَجَبِ أنْ يَدَّعِيَ هؤلاءِ المنافقونَ ـ الذينَ هم أحْرَصُ الناسِ على خِذلانِ الدِّينِ وأذِيَّةِ المُسلمِينَ ـ مِثلَ هذه الدَّعْوَى التي لا تَرُوجُ إلاَّ على مَن لا عِلْمَ له بالحقائقِ | الإيضاح يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ أي لا يشغلكم تدبير أموالكم، والعناية بشؤون أولادكم، عن القيام بحقوق ربكم، وأداء فرائضه التي طلبها منكم، واجعلوا للدنيا حظا من اهتمامكم، وللآخرة مثله، وهذا ما عناه الحديث: « اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا » |
---|---|
فتكفه هذه وحدها عن الهدى | قَالَ أُسَيْدٌ : فَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ - وَاللَّهِ تُخْرِجَنَّهُ إِنْ شِئْتَ ، هُوَ وَاللَّهِ الذَّلِيلُ ، وَأَنْتَ الْعَزِيزُ |
فلا تكاد تخلو سورة مدنية من ذكر المنافقين تلميحاً أو تصريحاً.
21