سيدنا نوح -عليه السلام- هو أحد أُولِي العزم من الرسل، وهو نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ — وهو إدريس- بن يرد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم أبي البشرية عليه السلام | |
---|---|
وأولو العزم تعني أهل الصبر وقوة الصبر وتحمل المشقة من المرسلين الذين عانوا كثيرا في سبيل نشر الدعوة إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له | رسالة سيدنا نوح عليه السلام وبعد تفشي عبادة الأصنام والأوثان أرسل اللهُ سيدنا نوحاً -عليه السلام- إلى قومه |
أما القول الثاني الذي هو قول جمهور أهل العلم، وهو الذي رجحه الكبار منهم.
وهو أول الرسل على أرجح أقوال أهل العلم، الذي دعا قومه 950 سنة حتى أوحى الله له أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن واتضح إيمانه | كان قومه يقال لهم بنو راسب |
---|---|
فدعا نوح عليه السلام قومه إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، إلا أنهم رفضوه واصروا على عبادة آلهة أباءهم، واستكبروا ونشروا الفساد في الأرض، ولم يؤمن بدعوته إلا فئة قليلة جدًّا، ذُكر أنهم بلغوا حوالي أحد عشر رجلاً في فترة الدعوة التي وصلت إلى 950 عاماً | إذن فالعصيان لم يكن من قبل حاشيته و قومه القريبين منه فقط بل شمل كافة أفراد البشر الذين كانوا على المعمورة آنذاك |
ونستطيع أن نتلمس السر في كون هؤلاء الخمسة هم أولو العزم من واقع حياتهم ودعوتهم وصبرهم، وما بذلوا لله سبحانه وتعالى، وهذا يرجح اختصاصهم بهذا التشريف.
2ولد في زمن كان فرعون يقتل فيه كل ذكر يولد، لأن السحرة أبلغوه بأنه سيولد ذكر يأخذ منه العرش، لذلك عزم على قتل كل الأطفال الذكور، وعند مولده ألهم الله والدته بأن ترضعه وتلقيه في اليم خوفًا عليه من بطش فرعون، وأرسلت أخته لتراقبه إلى أن وصل إلى يد امرأة فرعون وكانت سيدة عاقر فأخذته لتقوم بتربيته ووافق فرعون على ذلك، وتربى في قصر فرعون | و هي بلاد بيت المقدس |
---|---|
قال تعالى: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ سورة الاحقاف الآية 35 والدليل على هذا أنّ الله ذكر الأنبياء ثم عطف عليهم هذه المجموعة وعطف الخاص على العام يفيد أن للخاص زيادة في الفضل وذلك في قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۖ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا سورة الأحزاب الآية 7 فالمعنى: واصبر كما صبر أولوا العزم الذين هم الرسل | و كان كل من في الأرض كافراً عدا إبراهيم عليه السلام، و زوجته سارة، و ابن أخيه لوط عليه السلام |
رابعاً: سيدنا موسى عليه السلام موسى عليه السلام هو نبيٌّ من أنبياء بني إسرائيل، بعثه الله تعالى إلى فرعون وقومه؛ لينقذ بني إسرائيل من استعباد فرعون وظلمه، وأيّده الله تعالى بالعديد من المعجزات، فكان إذا ألقى عصاه أصبحت حيّةً تسعى، وإذا أدخل يده في جيبه أخرجها بيضاء، فذهب بتلك المعجزات إلى فرعون، ولكنّه كذّب وطغى، واتهم موسى -عليه السلام- بالسحر، ثمّ جمع له السحرة، وحصل بينهم وبين موسى -عليه السلام- لقاء أمام الناس جميعاً في يوم الزينة، حيث ألقى السحرة حبالهم وعصيّهم، ولكنّ الله تعالى نصر موسى، فآمن السحرة وسجدوا لله تعالى، فغضب فرعون لذلك، فأمر بصلبهم، وتقطيع أيديهم وأرجلهم، فصبروا على ما وجدوا من العذاب، حتى توفّاهم الله مسلمين، ووصلت الأخبار إلى موسى -عليه السلام- بأنّ فرعون وحاشيته يأتمرون لقتله، وجاء أمر الله تعالى لموسى ومن آمن معه من بني إسرائيل بالخروج من أرضهم، فخرجوا ولحقهم فرعون حتى أدركهم عند شاطئ البحر الأحمر، ولكنّ الله تعالى أنجى موسى وبني إسرائيل، وأغرق فرعون وجنوده.